اتفاق الصخيرات بين الرفض والتأييد
وقّع المجتمعون بمدينة الصخيرات المغربية على مسودة الاتفاق السياسي، الخميس الماضي، وقد ترأس وفد المؤتمر صالح المخزوم، وترأس وفد مجلس النواب امحمد شعيب، وحضر التوقيع أعضاء عن مجلس النواب والمؤتمر ومستقلين، وممثلين عن حزبي العدالة والبناء وتحالف القوى الوطنية، برعاية البعثة الأممية للدعم في ليبيا، وحضور ممثلين عن دول عدة أبرزها تركيا وقطر وتونس وإسبانيا. - مجلس الأمن يتبنى الاتفاق وتبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع، أمس الأربعاء، القرار رقم 2259 الذي يرحب بتوقيع الاتفاق، والذي ينص على تشكيل حكومة وفاق وطني. وطلب القرار الدولي من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أن يعمل سريعاً لتشكيل حكومة في غضون الثلاثين يوما المنصوص عليها في الاتفاق، وإكمال الترتيبات الأمنية لبسط الاستقرار، ودعا المجلس الدول الأعضاء ودول المنطقة إلى وقف اتصالاتها الرسمية ودعمها للمؤسسات الموازية لحكومة الوفاق الوطني. - انقسام الرؤى لدى السلطتين التشريعيتين وصف رئيس فريق الحوار بالمؤتمر الوطني عوض عبد الصادق، مراسم توقيع اتفاق الصخيرات - في تصريح لقناة النبأ الفضائية - بـ "المسرحية الكبيرة" التي شاركت فيها أطراف لا تريد الخير لليبيا والليبيين. من جانبه، رفض رئيس مجلس النواب عقيلة صالح - في بيان له - توقيع الصخيرات، مضيفا أن "الحكومة المعلنة من الصخيرات تتعارض مع الكرامة الوطنية ولم تكن نتاج حوار ليبي ليبي"، وأن "الليبيين لا يقبلون أن تُفرض عليهم حلول مُعدّة سلفًا". وقال عضو مجلس النواب عصام الجهاني - خلال حديثه لأجواء نت - : إن المجلس لا يرفض حكومة التوافق مطلقا، لكنه يشترط أن تلبي هذه الحكومة المطالب التي طرحها مجلس النواب، مشددا على ضرورة أن تتوافق جميع الأطراف المشاركة في الحوار على حكومة الوفاق الوطني لضمان نجاحها. وذكر عضو المؤتمر الوطني عبد القادر احويلي لأجواء نت، أن أعضاء المؤتمر رفضوا التوقيع على اتفاق الصخيرات لأسباب، بينها: عدم اتفاق أطراف الحوار على المسودة الأخيرة، وتجاوز المبعوث السابق للأمم المتحدة برناردينو ليون والحالي مارتن كوبلر لمهامهما وذلك بتعاملهما مع الأزمة الليبية كأطراف فيها. وأضاف احويلي أن المسودة الأخيرة لم تعرّف مصطلح الإرهاب الوارد فيه، ومن ثمّ "ستختلط الأمور وسيصبح الثوار إرهابيين وحفتر الذي يقصف المدن قائدا للجيش". وبارك عضو مجلس النواب محمد العباني اتفاق الصخيرات، ورأى فيه اللبنة الأولى لبناء الدولة. وأضاف العباني خلال حديثه لأجواء نت، أن اتفاق الصخيرات جاء بعد الأزمة التي أدت إلى فساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذا الاتفاق مع ما فيه من مخالفة للمؤسسات التشريعية إلا أنه "ليس بالإمكان أفضل مما كان". واستغرب عضو فريق الحوار بالمؤتمر الوطني عبد الرحمن السويحلي في بيان نشره على صفحته الشخصية على فيسبوك، ممن يصفون حوار الصخيرات بالخاضع للإملاءات والتدخلات الأجنبية، وفي الوقت ذاته، يتناسى البعض أن اللقاء الذي عُقد بين عقيلة صالح ونوري أبوسهمين كان برعاية ووساطة أجنبية. - الحكومتان تلتزمان بموقف السلطتين التشريعيتين قال رئيس حكومة الإنقاذ خليفة الغويل في تصريحه لأجواء نت: إن الحكومة المشكلة في الصخيرات لا تمثل الليبيين؛ لأن الأطراف الموقعة على الاتفاق غير مكلفة من الأجسام الشرعية، مشيرا إلى أنه يرحب بالحكومة التي ستنبثق عن الاتفاق الليبي الليبي بين رئاستي مجلس النواب والمؤتمرالوطني. وأشار الناطق باسم حكومة الإنقاذ الوطني محمد إسماعيل خلال حديثه لأجواء نت، إلى أن موقف الحكومة هو نفسه موقف المؤتمر الوطني، ولن تخالف الحكومة قرارات المؤتمر الذي انبثقت عنه. ولم تختلف تصريحات الناطق باسم الحكومة المؤقتة حاتم العريبي لأجواء نت عن تصريحات الناطق باسم حكومة الإنقاذ، فقد أكد هو أيضا أن موقف الحكومة المؤقتة تجاه لن يخالف موقف مجلس النواب، مضيفا أن الحكومة لن تسلم السلطة لأي جسم لا يقره مجلس النواب. - الرأي الفقهي أوضحت دار الإفتاء التابعة للمؤتمر الوطني في بيان لها، أن التوقيع على الاتفاق، هو توقيع غير مُعتدٍّ به شرعا؛ لصدوره عن "جهة ليست لها ولاية شرعية"، وغير مخولة بالتوقيع. فيما لم يصدر أي بيان عن مركز البحوث والإفتاء التابع لوزارة الأوقاف بالحكومة المؤقتة بالبيضاء. - التشكيلات المسلحة والترتيبات الأمنية دعت كتيبة ثوار طرابلس الفرقاء السياسيين إلى ترك "الشعارات الجوفاء والاتهامات الزائفة التي ليس لها مدلول إلا تأجيج الفتنة وإشعال الحرب بين أبناء الشعب الواحد"، وبيّنت الكتيبة في بيان لها أنها تنأى بنفسها عن الصراع السياسي. وأعلن القيادي بمجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها محمد دنقو، رفض المجلس لحكومة الوفاق الوطني، واصفا إياها بأنها حكومة وصاية. وأبدى دنقو - في مقطع مرئي نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي - استعداد مجلس مجاهدي درنة للمشاركة في حوار ليبي ليبي إذا كان مبنيا على خمسة ثوابت، هي: حفظ الدين والدم والمال والعرض والعقل. - اختلاف الأحزاب السياسية وأيد حزبا تحالف القوى الوطنية والعدالة والبناء اتفاق الصخيرات، مرحبيْن بما نتج عنه من مؤسسات تشريعية وتنفيذية. أما حزب الجبهة الوطنية، فقد رأى أن الاتفاق لم يتجاوز الخلافات التي تسببت في الأزمة التي تعيشها البلاد، بل زادها حدة، بحسب بيان صادر عن الحزب السبت الماضي. وأوضح الحزب أنه لم يشارك في التوقيع على اتفاق الصخيرات لقناعته بأن التوافق الحقيقي الذي تحتاجه البلاد لم يحصل بعد، وأن هناك قضايا جوهرية لم تعالج في الاتفاق. - عمداء البلديات يوقعون على الاتفاق ووقّع بالعاصمة التونسية 24 عميد بلدية بوصفهم شهودا على اتفاق الصخيرات، من أبرزهم عمداء بلديات مصراتة والبيضاء وأجدابيا وزليتن وسبها ورئيس المجلس المحلي بسرت. فيما لم يصدر رد فعل عن بلديات عدة مثل طرابلس وبنغازي وغريان والزاوية. - دول تبارك الاتفاق وباركت دول عدة الاتفاق السياسي بالصخيرات، منها قطر وتركيا والسعودية ومصر وتونس والمغرب والجزائر وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا.وقد شهد الحوار السياسي بين أطراف الأزمة في ليبيا محطات كثيرة منذ انطلاقه، نهاية سبتمبر 2014، بين ممثلين عن الأعضاء المقاطعين والمشاركين في اجتماعات مجلس النواب ومن ثم أعضاء من المؤتمر الوطني، ما بين غدامس وطرابلس وجنيف وبروكسل والصخيرات وتونس والجزائر وبرلين. تابعوا جميع اخبار ليبيا اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم
0 التعليقات:
إرسال تعليق