مرضى الفشل الكلوي في سبها .. معاناة مستمرة
تواصل الحاجة سعدة ارحيم جلسات الغسيل الكلوي بمعدل ثلاث مرات أسبوعيا بمركز الكلى في سبها، رغم ما تعرضت له من سطو مسلح على يد مجموعة مجهولة.سعدة من سكان بلدة تويوة القريبة من أوباري، أصيبت بقصور في وظائف الكلى منذ العام 2001، وأصبحت تخضع لجلسات غسيل أسبوعية في مركز غسيل الكلى بأوباري مدة خمسة عشر عاما، ولكن مع اشتداد الحرب هناك أغلق مركز الكلى أبوابه فاضطرت إلى الذهاب لمركز الكلى بسبها.تروي سعدة لأجواء نت تفاصيل تعرضها لسطو مسلح في صباح أحد الأيام عند مدخل المدينة علنا، فقد استوقفت مجموعة مسلحة سيارة أخيها .. "كنت أتوقع أن يخجلوا من سني، ولكنهم تمادوا وطلبوا من أخي النزول من السيارة، فأذعن لهم .. لم أتحرك من مكاني ورفضت النزول آملة أن ينجدنا أحد المارة الذين كانوا يتابعون المشهد، أحد المسلحين دفعني بقوة خارج السيارة، واستولى على هاتفي ولم تسلم منه حتى أدويتي، خسرنا سيارة أخي التي كانت توصلني إلى جلسات الغسيل كل أسبوع".ازدادت هموم الحاجة سعدة ومعاناتها فصار السفر إلى سبها بالنسبة لها محفوفا بالمخاطر، كما أنها لا تستطيع العيش بدون جلسات الغسيل الكلوي، فقررت أن تستأجر بيتا لها في المدينة، وهذا أثقل كاهلها بتكاليف الإيجار بالإضافة إلى تكاليف شراء الأدوية التي ارتفعت أسعارها ولا مفر من شراءها.معاناة سعدة تشابهت في كثير من تفاصيلها مع سعيد رمضان ، وهو مريض بالفشل الكلوي من سكان حي القرضة بالقرب من مركز الغسيل الكلوي، حيث تعرض أيضا لمحاولة سطو مسلح على سيارته بالقرب من المركز.يقول سعيد لأجواء نت: إنه كان على وشك دخول مرآب المركز حين اعترضته مجموعة مسلحة .. "طلبوا مني النزول من السيارة ولكني رفضت، وأقفلت باب السيارة محاولا الهرب، فأطلق أحدهم النار علي فأصيبت رجلي اليمنى، ولم يتمكن أحد من المارة من مساعدتي، ولم أعلم السبب الذي دعا المسلحين إلى تركي مع أنهم كانوا يستطيعون حينها أخذ سيارتي، وبعد أن انسحبوا جاء بعض المارة وأسعفوني للمركز".هذه القصص تسمعها بكثرة من مرتادي مركز الغسيل الكلوي بسبها، حيث يقع المركز بالقرب من مدخل المدينة الجنوبي، وهي منطقة مضطربة وغير آمنة يكثر فيها السطو على المواطنين خصوصا القادمين من خارجها.يقول مدير مركز الغسيل الكلوي عبد الصمد ناصر لأجواء نت: إن إدارة المركز لا تملك ما تقدمه للمرضى، موضحا أنه أيضا تعرض لمحاولة سطو مسلح فاشلة، بيّنت له مدى ضعف الأمن في المنطقة المحيطة بالمركز، ولم تصل نداءات المركز للأجهزة الأمنية لحماية مرتاديه، وليس بيد الإدارة إلا أن تنبه المرضى وأهاليهم إلى ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية، مثل أن يحضروا برفقة أكثر من شخص، وعدم التوقف في الأماكن القريبة من السيارات معتمة الزجاج. مديرية الأمن الوطني بالمدينة ترى أن أسبابا عديدة تلعب دورها في عدم قدرة المديرية على تأمين المنطقة المحيطة بمركز غسيل الكلى، فعضو المكتب الإعلامي بمديرية الأمن الوطني بسبها عبد الله المختار يقول لأجواء نت: "المديرية لا تملك السلاح الكافي الذي تستطيع به أن تواجه المجموعات المسلحة"، ويضيف "أكثر من 700 عنصر من أفراد الشرطة لم يتقاضوا مرتباتهم، ولا تستطيع المديرية إلزامهم بالالتحاق بالعمل دون أن تصرف مرتباتهم".ومع ذلك تسعى مديرية الأمن لتوفير دوريات أمنية بالقرب من مركز غسيل الكلى بحسب المختار، ولكنه يؤكد أن أي إجراء ستقوم به المديرية يحتاج إلى تعاون المواطن حتى تنجح في تأمين المركز والمترددين عليه.وإلى أن تتمكن الأجهزة الأمنية من حماية مرضى الفشل الكلوي، تستمر معاناة هؤلاء بين واقع أمني لا يقدر خصوصية وضعهم الصحي، وبين غلاء معيشي يزداد يوما بعد آخر، وبين الحاجة إلى دواء يَعِزُّ ويرتفع سعره كل يوم، وفي خضم هذا كله ما تزال الحاجة سعدة تائهة تبحث عن عيادة آمنة. تابعوا جميع اخبار ليبيا اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم
0 التعليقات:
إرسال تعليق