ليبيا الان

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

(فتحي باشاغا) مستشار الأمن القومي فى حكومة ليون المقترحة: «فجر ليبيا» انتهت

(فتحي باشاغا) مستشار الأمن القومي فى حكومة ليون المقترحة: «فجر ليبيا» انتهت
2015-10-28
الرصيفة الإخبارية:وكالات -أكد النائب الليبي فتحي باشاغا، الذي اقترحت مفاوضات «الصخيرات» اسمه ليكون مستشار مجلس الأمن القومي في البلاد، أن الحوار بين الفرقاء الليبيين لم يفشل، قائلا إن ليبيا في انتظار تتويج الجهود بحكومة وحدة وطنية.

وشدد باشاغا من مقر إقامته في مدينة مصراتة، على أن قوة «فجر ليبيا» انتهت، وأنه لا بد من إعادة النظر في موضوع الجيش من حيث التأسيس والتنظيم والتجديد، مشيًرا إلى أن الليبيين في حاجة ماسة لإطلاق برنامج مصالحة وطنية حقيقي وموضوعي وفعال، من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها بعد معاناة من الاقتتال والتهجير والظلم دامت لأكثر من أربع سنوات.

وانتهت مفاوضات الصخيرات قبل أسبوعين بعدة مقترحات أعلنها برناردينو ليون، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، من بينها تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة فايز السراج، وتأسيس مجلس للأمن القومي، ومجلس أعلى للدولة.

لكن البرلمان الذي يعقد جلساته في طبرق، وعدة أطراف أخرى، أعلنوا رفض مقترحات ليون، ويسعون لإدخال تعديلات عليها. وأكد باشاغا تمكن الفرقاء من اجتياز أصعب مراحل الحوار الذي استمر نحو سنة.

ويشغل باشاغا عضوية مجلس النواب الليبي (البرلمان). وهو شريك أساسي في مفاوضات الحوار منذ انطلاقها العام الماضي من مدينة غدامس في ليبيا، قبل أن تنتقل إلى جنيف وبلدة الصخيرات المغربية.

وقال إنه في بداية جلسات الحوار كان كل طرف يعتقد أنه صاحب الحق والشرعية بالمطلق، مشيًرا إلى أنه بعد جهود حثيثة وجلسات طويلة ومرهقة، تحقق الإنجاز الأهم وهو «ترسيخ مبدأ المشاركة والتوافق وجلوس الجميع على طاولة واحدة». وعن كيفية ترشحه لموقع مستشار مجلس الأمن القومي، قال إنه لم تكن هناك أي منافسة بخصوص أي منصب، وإن «التصريح بمقترح الأسماء الذي تضمن اسمي، كان مفاجًئا بالنسبة لي».

وفيما يتعلق بسقف توقعاته للحوار منذ بدايته، وعن سبب استغراقه كل هذا الوقت، قال باشاغا، إن هذا يرجع لطبيعة الأزمة التي كنا نعانيها، والتي كانت تقتضي العمل على هدف واحد وأساسي وهو إنهاء حالة الانقسام في السلطة والمؤسسات.

وعن أولويات مجلس الأمن القومي المقترح، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها ليبيا، أكد أن على رأسها العمل على إحياء الروح الوطنية وترسيخ مبدأ المواطنة الذي يساوي كل الليبيين دون تمييز أو مفاضلة، والعمل على صهر كل النزعات الجهوية والقبلية في بوتقة الوطن.

وتهيمن قوة «فجر ليبيا» بميليشياتها على العاصمة منذ واقعة حرب مطار طرابلس العام الماضي.

ومن المعروف أن كلا من المؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته) والحكومة الموازية التي جرى الإعلان عنها في طرابلس قبل أشهر،وغير معترف بها دوليا، يعتمدان على قوة «فجر ليبيا» كظهير عسكري لهما منذ انتهاء حرب المطار حتى اليوم.

وقال باشاغا إن «فجر ليبيا» لم يعد لها وجود بعد نهاية إطارها العسكري،وتابع قائلا: «لعل الكثير غير مستوعب لحقيقة (فجر ليبيا) بشكل واقعي.. (فجر ليبيا) عبارة عن عملية عسكرية محدودة عمرها أقل من شهرين وانتهت حينها ولم يصبح لها وجود بعد نهاية إطارها العسكري في ذلك الوقت (أي عقب عملية حرب المطار)».

وأضاف: «أما عن استغلال البعض من أصحاب المآرب السياسية لهذه العملية وادعاء استمرارها إلى ما لا نهاية فهذا أمر مرفوض».

وأكد أن «الثوار» يتطلعون إلى قيام دولة دستورية ديمقراطية تحقق الأمن والرفاه وتجسد تضحيات الشهداء من كل ليبيا، قائلا إن هؤلاء «ضحوا بأرواحهم في سبيل دولة قوية وليس في سبيل الفوضىوالفساد».

وعن تفسيره لقيام البعض بالخلط بين «مدينة مصراتة» وقوة «فجر ليبيا»، قال باشاغا إن مصراتة «تحملت أمانة ثقيلة وتعرضت لمؤامرات من عدة أطراف متناقضة في التوجهات، فأصبح كل طرف من تلك الأطراف المشبوهة يحاول تسخير مصراتة لتحقيق أهداف ومآرب سياسية وآيديولوجية».

وتابع أن هذا الأمر «جعل مصراتة على المحك، وعدم تفريطها في مكتسبات فبراير.

وقال: «لا أخفي عليك أن الإعلام ساهم بقوة في تشويه المدينة، وتحريض البعض على التكلم باسمها بشكل مشين وغير مسؤول، ولهذا أدعو الجميع إلى عدم التحامل على مدينة مصراتة».

وأضاف: «مصراتة عربة في قطار الوطن، وليس بمقدورها أن تكون دون البقية من مدن ومناطق ليبيا».

وعن رؤيته للتعامل مع الميليشيات المسلحة أو «كتائب الثوار»، وكذا رؤيته لنشاط المتطرفين، خاصة تنظيم داعش والهجرة غير الشرعية والتهريب العابر للحدود، قال النائب باشاغا إن كل هذه القضايا لا يمكن التعامل معها إلا في إطار مؤسسة الدولة بشكل علمي ومنظم وبالتعاون مع دول العالم والجوار، مشيًرا إلى أن ظاهرة الإرهاب «يجب بحثها بشكل أكثر عمقا وموضوعية من جميع الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والفكرية».

وأضاف أن «المعالجات الأمنية والعسكرية وحدها لا تكفي، بالذات على المدى الطويل. لكن من الطبيعي مواجهة أي فصيل مسلح ينشر الموت والرعب بين الآمنين، ويجب أن تكون مواجهة قوية وحاسمة، ولكن هذا وحده لا يكفي»، ولكن ينبغي القضاء على «المصانع الحيوية التي تنتج التطرف وتولد الإرهاب»، مثل غياب العدالة الاجتماعية وانخفاض مستوى الوعي والتعليم وغياب فرص العمل ووجود المعتقلات غيرالشرعية وغيرها من الظواهر المماثلة.

وبخصوص الموقف من الجيش الوطني شدد باشاغا على أنه بحاجة إلى إعادة نظر من حيث التأسيس والتنظيم والتجديد وأن هذا لا يعني استهداف العسكريين الحاليين وإقصاءهم، فهم «نواة هذا الجيش من حيث البناء، فلا يمكن بناء جيش من الصفر، كما تعلم، ولكن هذا لا يعني، في المقابل، البقاء على ما هو قديم كيفما كان دون العمل على إعادة بناء ما هو أكثر تطوًرا وقوة».

وأضاف أنه لا يمكن القول بأننا نملك مؤسسة عسكرية على قدر عاٍل من التنظيم والتدريب والتطور.. «الجميع يعلم، وخصوًصا العسكريين من الضباط والجنود، أن النظام السابق استهدف المؤسسة العسكرية النظامية وشوهها وأضعفها وأهملها من حيث البنية التحتية والتدريب».

وأعرب باشاغا عن أسفه لأن «حالة الصراع السياسي والمسلح وحالة الاحتقان الحاصلة، جعلت الكثير لا يتكلم بموضوعية وربما لا يستطيع، بسبب هذه الحالة من الاصطفاف الأعمى»، قائلا إن «المؤسسة العسكرية بحاجة إلى مزيد من الاهتمام والرعاية والنظر بشكل علمي وموضوعي دون إقصاء الكفاءات الموجودة، ولكن دون القبول بذات العقلية العسكرية البالية التي قام النظام السابق بترسيخها، ودون تأسيس قناعاتنا وآرائنا بشكل عاطفي، وجعلها تدور على شخص أو جهة أو مدينة، فالوطن أكبر وأهم من الجميع».



تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم

0 التعليقات:

إرسال تعليق