تثير الهواتف المشفرة الكثير من الجدل وتختلف الاراء حولها بين مرحب بها لقدرتها على حماية خصوصية المستخدم وقطعها الطريق امام التجسس والقرصنة، ومنتقد لها باعتبار امكانية استخدامها لأهداف إرهابية وإجرامية.
ومن خدمات بصمة الصوت والأصابع ونظرة العين والمفاتيح الحقيقية لتأمين حسابات المستخدمين الخاصة في الإنترنت من السرقة والقرصنة، الى تدشين هواتف ذكية مؤمنة ضد التجسس.
وتضاعفت اعلانات شركات الانترنت الاميركية في الاشهر الاخيرة بشان تعزيز التشفير لحماية حصصها من السوق.
واصبحت تقنيات التشفير ضرورية لعدد كبير من الافراد والشركات لحماية معطياتها.
وازاحت شركة بوينغ الاميركية الستار في وقت سابق عن هاتف ذكي يبدو وكأنه هبط لتوه على عالم الاتصالات من أفلام العميل البريطاني الشهير جيمس بوند.
وبالاضافة إلى أن جميع المحادثات عبر الهاتف الذكي “بلاك” مشفرة فان أي محاولة غير مشروعة لفتحه سوف تؤدي الى محو جميع البيانات وتحويله إلى أداة غير قابلة للاستخدام.
وهذا الهاتف الآمن من انتاج الجزء العامل في مجال الاتصالات بشركة بوينغ التي تتخذ من شيكاغو مقرا لها والمعروفة بمنتجاتها من الطائرات.
وكان من الممكن لهذا الهاتف أن يمنع الخسائر التي منيت بها الدبلوماسية الاميركية في اوكرانيا عندما استخدمت مسؤولة في وزارة الخارجية الاميركية والسفير الاميركي في كييف هواتف غير مؤمنة اثناء محادثة بشأن التطورات السياسية في اوكرانيا سربت بعد ذلك على الانترنت وتسببت في حرج بالغ لواشنطن.
ويستهدف هاتف بوينغ المحصن ضد الاختراق الوكالات الحكومية والذين يرغبون في جعل اتصالاتهم وبياناتهم سرية وذلك وفقا للشركة المنتجة وبيانات مقدمة للجنة الاتصالات الاتحادية الاميركية.
ويعمل الهاتف المصنع في الولايات المتحدة بنظام اندرويد الذي طورته شركة غوغل وحجمه أكبر قليلا من هاتف آي فون ويمكنه العمل على شريحتي اتصال.
واعلنت في السابق سيلنت سيركل للاتصالات المشفرة وجيكس فون لصناعة الهواتف عن تدشين علامة تجارية لهواتف ذكية مؤمنة ضد التجسس، أطلقوا عليها اسم “بلاك فون”.
ويمكن لمستخدم الهاتف الجديد تلقي وإجراء المكالمات الصوتية ومكالمات الفيديو، وتبادل الرسائل، وتخزين ملفاته، دون القلق من أي عمليات تجسس، حيث شددت الشركتان على أن الهاتف يضمن عدم إطلاع أي جهة مجهولة على معلومات مستخدمه دون علمه.
ويجمع عمالقة الانترنت ان الهواتف المشفرة طوق نجاة من التجسس والقرصنة.
وقال خبير في أمن البرمجيات إن شركات خدمة الهاتف المحمول بانحاء العالم تقاعست عن اتباع حلول تكنولوجية متاحة منذ 2008 كان من شأنها ان تجهض قدرة وكالة الأمن القومي الاميركية على التجسس على الكثير من مكالمات الهواتف المحمولة.
على الجانب الاخر تثير الهواتف المشفرة الجدل باعتبارها انها وفقا لكثيرين تغذي النزعة الارهابية والاجرامية وتشجع عليها.
وقالت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” إنها ستسعى عبر تقديم دعوى قضائية لمنع شركات الإنترنت العملاقة من تسويق هواتف مشفرة لا يمكن اختراقها.
وذكرت ناسا أن هذه الهواتف يمكن استخدامها لأهداف إرهابية وإجرامية.
وأعرب رئيس “ناسا” عن أمله في تسوية مع الصناعيين للتوصل إلى إطار قانوني والسماح لوكالات الشرطة والاستخبارات الوصول إلى معطيات الهواتف الجوالة لشخص موضع إجراء قضائي مثلاً.
وقال “لا يجوز السماح للصناعيين بتسويق هواتف جوالة لا يمكن اختراقها، ولا يملك إلا صاحبها مفتاح دخول معطياتها (الرقم والصور والرسائل..)”، معتبراً أن الأمر يتعلق “بمشكلة أمن قومي”.
وقالت وكالة الأمن القومي الأميركية، انها تريد منع كبريات شركات الانترنت مثل غوغل وابل من تسويق هواتف مشفرة لا يمكن اختراقها وقالت ان مثل هذه الهواتف يمكن استخدامها لاهداف اجرامية.
واعاد رئيس وكالة الأمن القومي، واقوى وكالات الاستخبارات الالكترونية، امام جمع من الخبراء في جرائم الانترنت هذه الاسباب التي كان دفع بها في تشرين الاول/اكتوبر مدير الا ف بي اي جايمس كومي.
وتقترح غوغل وأبل منح المستخدم وحده مفتاح التشفير الخاص بهاتفه حتى ان الصانع لا يملك إمكانية الوصول الى معطيات الهاتف.
ورأى الكثير الخبراء انه لا يوجد نصف اجراء بالنسبة لهذه التقنية، ورأوا ان اتاحة “مدخل خفي” لتمكين السلطات من الوصول الى المعطيات سيؤدي الى اشاعة الشك بشأن أمن هذه المعطيات.
لكن رئيس ناسا دعا الى تجاوز المقاربة القائمة على “الكل او لا شيء”.
وقال انه يتعين ايجاد مسلك وسيط بين انظمة التشفير سهلة الاختراق وانظمة التشفير مستحيلة الاختراق من قبل وكالات الأمن مثل “اف بي اي” وناسا داعيا الى “حوار وطني” بهذا الشأن.
التدوينة الهواتف المشفرة تقطع الطريق أمام التجسس ظهرت أولاً على صحيفة عين ليبيا.
تابعوا جميع
اخبار ليبيا و
اخبار ليبيا اليوم
