قال خافيير ماسكيرانو لاعب وسط الأرجنتين السابق: “أتمنى أن يفهم الناس أن كرة القدم مجرد لعبة، لسنا في حرب، نحن بلدان شقيقان وعلينا احترام بعضنا البعض”، وذلك بعد مباراة، الثلاثاء، التي جمعت الأرجنتين والبارغواي، والتي دُك فيها “راقصوا التانغو” شِباك البارغواي بنصف دزينة من الأهداف، مكنتهم من التأهل إلى المباراة النهائية.
لكن كلام ماسكيرانو لم يكن موجهاً للبارغواي التي لعب الفريق الأرجنتين معها، إنما للجماهير التشيلية، التي كانت تردد هتافات ضد الأرجنتين.
وفي اللقاء المرتقب على نهائي “كوبا أمريكا” بين الجارين الخصمين، يتوقع وقوع أعمال شغب، فجمهور البلدين، بينهما ما صنع الحداد؛ وهو انعكاس طبيعي للعلاقات السياسية المتأزمة بين البلدين منذ عقود.
“إنها لن تكون مجرد مبارة، وليست فقط مبارة نهائي “كوبا أمريكا، إنها حرب”، هذا ما أكدته جماهير البلدين في لقاءات تلفزيونية قبل لقاء فريقيهما التي ستقام يوم غد السبت، والمشكلة الأكبر أن البطولة يحتضنها أحد البلدين، تشيلي، صاحبة الأرض والجمهور، الذين سيكون لهم حديث آخر عقب المباراة، بعيدٌ عن الشعارات وفقاً للتوقعات.
وتعود فصول الكراهية والعداوة بين البلدين إلى سبعينيات القرن الماضي، حين سيطر المجلس العسكري الأرجنتيني على الحكم في البلاد، وقام بشن ضربات عسكرية على تشيلي بسبب النزاع الحدودي الذي بينهما.
كما ازدادت وتيرة العداوة بينهما حين خاضت الأرجنتين حرباً ضد بريطانيا عام 1982 بسبب جزر فوكلاند المتنازع عليها بين البلدين، حيث أعلنت تشيلي دعمها للجانب البريطاني خلال الحرب.
لكن الأرجنتين لم تنس ذلك الموقف ولم تسامح فيه، وحتى اليوم يتحدث الأرجنتينيون عنه سواء في وسائل الإعلام أو فيما بينهم، والشهر الماضي قال نجم كرة القدم الأرجنتينية السابقة دييغو مارادونا في مقابلة تلفزيونية إن التشيليين “باعونا”.
ويصف مشجعو الأرجنتين البلد المضيف تشيلي بأنهم “خونة”، ويهتفون بأغنية تقول كلماتها “مهما مرت السنوات لن ننسى لأنك خائن.. اتخذ من السماء غطاء ودع الإنجليز يساعدونك على السباحة”.
ووفق هذه المعطيات اتخذت القوات الأمنية التشيلية إجراءات أمنية واحترازية كبيرة؛ للحد من وقوع أي أعمال عنف، خاصة أن الجماهير الأرجنتينية معروفة بتعصبها وميلها لأعمال الشغب، فيما الجماهير التشيلية لا تقل شراسة من الأولى.
لكن على أحد الفريقين الفوز ولا مجال في الخروج متحابين متراضين بنتيجة التعادل، فالكأس الأغلى قارياً بانتظار حمله من قبل أحدهما، وحين يتحقق ذلك يتحول الكلام إلى الجماهير، التي يتخوف من ردة فعلها.
فبالنسبة لتشيلي، البلد المضيف، سيكون لقبها الأولى في كوبا أمريكا، أما الأرجنتين فلديها سجل هائل من الألقاب البطولة القارية برصيد 14 كأساً، لكنها رغم وصولها لنهائي كأس العالم العام الماضي لم تحرز أي لقب كبير منذ 22 عاماً.
الفريقان بكل تأكيد يركز كل منهما على تحقيق نتيجة الفوز، وكيفية التعامل مع المنافس للفوز بكأس القارة، وليس جديداً أن ليونيل ميسي أمل الجماهير الأرجنتينية في الفوز بالمباراة النهائية، كما كان أملهم في النجاح في المباريات السابقة، وتبين من خلال المباريات التي خاضها الفريق، تمكنه من صناعة الفوز وقيادته الحكيمة للفريق والنجاح في مهمة صناعة الألعاب والأهداف.
في الجانب الآخر يعتمد فريق تشيلي على اللاعب الموهوب إدواردو فارغاس، الذي لو أرادت تشيلي الفوز على الأرجنتين، فربما تحتاج لأداء خاص من هذا المهاجم الذي لا يعيش حالة استقرار على مستوى الأندية لكنه يتألق في قميص منتخب بلاده.
وبين خبرة ومهارة ميسي، وموهبة وذكاء فارغاس، تنتظر كرة مباراة نهائي “كوبا أمريكا” حسم إيداعها في الشباك، وإعلان نتيجة الفائز بعدد الايداعات الأكبر في شباك الآخر وحسم لقب “كوبا أمريكا”.
التدوينة الأرجنتين وتشيلي.. نهائي كوبا أمريكا بطعم العداوة ظهرت أولاً على صحيفة عين ليبيا.
تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم
0 التعليقات:
إرسال تعليق