ليبيا الان

الأحد، 27 سبتمبر 2015

المنارة الإسلامية… بالعاصمة الروسية!

سُبحان الله الحكيم القدير، بعد أن كان مَهد الشيوعية مِنبرُ الألحاد تُجاه كل الأديان، وعلى رأسها الأسلام، ولعل الأشارة واجبة، ألى كتاب رئيس أمريكا السابق، ريتشارد نكسون (الفرص السانحة) ألذى خَطَهُ، على مَشَارف أنتهاء الحرب الباردة، بأعتبار أن أركان الحكم هُناك ويمينهم المُتطرف (ليس جميع الأمريكان) يرون أن لهم عَدُوان رئيسيان أثنان (الشيوعية والأسلام) قال نِكسون ما معناه، “هزمنا عدونا  الأول (الشيوعية) ولم يبقى أمامنا إلا عدونا الثانى (إلاسلام)”.

فها نحن نرى آيات ألله، المتمثلة فى سورة (الحجر 10)، ((إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) تتحقق، بعد مُعاناة المُسلمين الروس، الذين حافظوا سراً على إيمانهم بألله فى قلوبهم، وأبقوه فى صُدورهم لما يربو على70 عاماً تقريباً، حيث فى بدايات أنبلاج الشيوعية، كان يُعدم كل من تُكتشف عنده قُصاصة مُصحف، أو يُتمتم بجزءٌ من آية، والغريب، أن الألحاد أنتقل الى بُلداننا مع أنتقال الشيوعية، أما العجيب، هو أن روسيا، رجعت عن الشيوعية الألحادية، ورجع أسلام العَجَم لهم فيها، ولكن عندنا، بقى عددٌ لا بأس به من الشيوعيين العرب، سواءاً كانوا مُسلمين أو مسحيين! مماً أعتنقوها، بلا شيوعية، إلا أنهم بقوا على ألحادهم، غير معترفين بألله والدين!!!.

فمن كان يتوقع، أن رئيس روسيا مَهدُ الشيوعية، يُعطى ترخيص/ويرعى شخصياً (وأن لم يمول بفلس واحد) مشروع صيانة جامع مُوسكو الكبير (أكبر جامع بأوربا قاطبة) 6 طوابق، على مساحة 19000 بعد أن كانت 3000 متر مربع، بسعة 10000 مُصلى، ثم يفتتحه بحضور رئيس دولة عربية (فلسطين) (أشارة لمُسلمي العرب) ورئيس دولة أسلامية (تركيا (أشارة لمُسلمي العَجَم) (أوقاف الثانية قدمت كل التصاميم والأشراف الهندسى، وكامل الثُريات والمنبر ومخطوطات الآيات) ألحمد لله.

الجامع فى الأصل، اشترى أرضه (الـ3000م) التاجر التتارى، صالح أورزين، وبُنِىَ على نفقته فى 1904، ولاحظوا حالياً ان تاجراً مُسلماً (سُليمان كريموف) كان لوحده ألمُتبرع الرئيسى (100) مليون دولار!، من أصل 172مليون دولار، كُلفة كامل مشروع صيانة وتوسعة المسجد المذكور، كما أن باقى الـ 72 مليون دولار، كانت الأخرى بكاملها كتبرُعات، من مُسلمين آخرين، أصغرهُم طفل مُسلم أعجمى، تبرع بما يعادل ربع دولار!!!.

الحمد لله الذى أعَزَ الأسلام بتُجار العَجَم، بعد أن انقرضت نوعية التجار العرب، إلا من رحم ربى، بمعنى كلمة تاجر مُسلم أسلام (حقيقى، وليس مظهرى) أولائك الذين لهم فضل نشره بسلوكهم القويم (آنذاك!) فى بلاد العجم مُنذ زمن طويل، أقتداؤٌ بالرسول الأعظم، الذى لولا نمط سلوكه بين من حوله، لما آمن به من حوله، ولما تأسست قاعدة الدين العظيم، الذى وُوجِهَ على مدار الساعة، مُنذ أنبلاجه وحتى هذه اللحظة، بكل أنواع المؤامرات والدسائس، التى لن تتوقف حتى يُبَعثون، ولكنه يزداد عظمةً كل يوم، وكل يوم تتجلى آياتُ ألله، بحفظ ذكره، وتخيب مؤامراتهم، وتضمحل فى المُقابل الأديان الأخرى.

فى الوقت الذى ندعوا ألله فيه، أن يقتدى تُجارُنا العرب المُعاصرون بتُجار العَجَم (فى النخوة الأسلامية!) يخدمون الأسلام (ولو قليلا)، ينشرون الأسلام، ويُعمرون بيوت ألله فى قارات الدُنيا.. نتمنى عليهم وأولياء أمرهم، من رؤساء ومولوك وسلاطين العرب، على الأقل، دعم القضاء على حركات التكفيريين أعداء الأسلام، وذيول الأستعمار الحالى، أين ما حلوا، بدل تمويل بعضهم لتلك الحركات، وأن يتجهوا لأغاثة المُهَجَرين الملهوفين، حتى يَحِدًوا من أغواء دول الغرب، لأسرنا الهاربة، من نيران الصراعات على السلطة والمال، لصون إيمان ابناؤهم وبناتهم فيها.

نعم، أستفاق الروس، ألى أن أحتضان الأسلام الوسطى، يُمثلُ (اُس) أمنهم الوطنى، حيث أثنى بوتن فى كلمته، أثناء أفتتاح الجامع يوم الوقوف بعرفة (الجمعة الماضية) 24.09.2015، على الأسلام المُعتدل، وأكد على أن داعش وأخواتها، يُسيئون الى الأسلام المعتدل السَمح.. لذلك توجه الساسة الروس، مُنتهجون دعم الأسلام الوسطى، وأعلنوا الحرب على داعش واخواتها، بعد أن كان حُكامهم والى وقت قريب، رمزاً للألحاد!.

ذلك، ما نتمنى أن تنتهجه أمريكا وبريطانيا، أللتان تُجدِفان عكس التيار، خاصة وأن حُكام الأولى، التى تتحرك بعقل الثانية، أعترفوا علناً، بمشروع الشرق الأوسط الجديد، وأنهم، هُم، من أسس التيارات الأسلامية التكفيرية وآخرها داعش، ويجهزون الآن لخُرسان؟؟؟!!!.

كل أفعالهم، تُشير ألى ما جاء بكتاب نيكسون، وتعنى أعلان أمريكا الحرب على الأسلام بهدف تدميره (تدمير عدوها الثانى) الذى صار الأول، بعد تفكيك الأتحاد السوفيتى وأنهاء الشيوعية، فماذا ننتظر لنمُد يد الصداقة للروس، الذين أعلنوا الحرب على أعداء الأسلام من الدواعش وكل مُتطرف.. على الأقل من باب توازن المصالح، عدو عدوك، صديقك.

أننا نتعجب كيف يُصَدِق الأمريكان المسيحيين (ذَكَرَ ألله أن المسيحية اقرب الأديان ألينا) بأنهم سوف يتمكنون من القضاء على الأسلام؟؟؟!!!، آلم يتأملوا المنظر الرائع، لأمواج الحُجاج المُسلمين، وهم يطوفون على الكعبة المُشَرِفة، بنفس اللبس الأبيض، رُغم الموت والحرائق فيها (نتيجة أهمال وأستهتار مسئولى الأمن السعودى).

ذلك المنظر المَهيب، المتمثل فيما يربو على مليونى حاج، من كل فجٌ عميق، لا يتوفر لأى ديانة اُخرى على وجه الأرض، والذى لولا تحديد السعودية لسقف حجاج كل دولة، لوصل عدد الحجاج عشرات الملايين.. فمع كل حُقبة من الزمن، وكل حركة تكفيرية يؤسسونها، بغرض ضرب الأسلام (قاعدة، أنصار شريعة، داعش، حتى يصلوا بنا الى حركتهم القادمة خرسان) يزداد المؤمنين بالأسلام الوسطى تمسكاً به!!!.

وعلى عكس تسُمكنا بالأسلام، يزداد مسيحيوا الغرب بُعداً عن مسيحيتهم، بل تزداد عمليات قفل وبيع كنائسهم، وتحويلها الى فنادق (أقمت فى واحدٌ منها بداية الثمانينات، بمانشستر ببريطانيا!)، وفى نفس الفترة رأيت بأم عينى، أعلانٌ مُعلقٌ على كنيسة للبيع ببرايتون (فى بريطانيا أيضاً)، حيث توقف شبابهم بالكامل على أرتيادها.

لم يبقى يرتادُ كنائسهم، إلا نسبةٌ مماً هم فى الشيخوخة، والذين بدأوا ينقرضون!، وعندها ستُقفَل، حيث أصبحوا ينفقون على خطط مُعاداة الأسلام، أكثر مما ينفقون على الدعوة للمسيحية؟؟؟!!! بينما فى المُقابل والحمد لله، تزداد بأظطراد مَهيب، أعداد الشباب المُسلمون المُرتادون للمساجد، ويلتحق بالأسلام شباب ومشاهير، من مُختلف أركان المعمورة.

وكأنى بالغرب، يرون أن الأسلام مسئولاً على أنحدار المسيحية (الغربية وليست الشرقية) وقريباً اُفولها أو أنذثارُها، والخوف كل الخوف (بالنسبة لهُم) أن يبقى الأسلامُ وحده فى ساحة الأديان.. لذلك تعهدت أقوى دولهم، ولنتذكروا قول بوش الأبن، ” جائنى ألله فالمنام، وكلفنى بالقضاء على الأسلام!”، لذا حَشدوا كل قُدُراتُهم للعبث بديننا والنيل منه، وضرب كل دول الأسلام تحت الحزام، أللهم أنصُر دينك الوسط وأعزه، وأقهر تكفيريى السى آى إى.

التدوينة المنارة الإسلامية… بالعاصمة الروسية! ظهرت أولاً على صحيفة عين ليبيا.



تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم

0 التعليقات:

إرسال تعليق