بالمطلق لايوجد في ليبيا شيئا اسمه مكونات ثقافية او مكون ثقافي إنما هو اسم ظهر كما ظهرت غيره من الأسماء من بعد فبراير، فبراير الذي نفض المكامن المكبوتة والشاذة وطرحها في العلن دون ضابط اوتحكيم او دون فرز أصيل ودون ان نأخذ مما طرحه فبراير من حسن ونرمي السيئ منه، هذا الاسم الذي أظهره المتكلمون والصقوه بأعراق وطنية هى منصهرة مع بعضها البعض في أصل اجتماعي وطني واحد هويته الاساسية ليبيين وحرفوا مع هذا الاسم وغيره من الشعارات أعراقا وطنية ليبعدوهم عن النبع الواحد الذي يستقي ويلجأ اليه الجميع وهو ليبيا الى منابع جافة بعيدة موغلة في ماضي بدائي عن الأصل الواحد وهو ليبيا وقد انجر في ترديده مثقفين وسياسيين وغيرهم.
– معنى مكون ثقافي.. مكونات ثقافية
اسم مكون ثقافي اسم له دلالات مشبوهة ومن دلالاته المشبوهة تقسيما ثقافيا لأعراق وطنية منصهرة في وحدة اجتماعية ووطنية متجانسة لم تتنافر اختلافا على مدى عقود زمنية طويلة المد ويعنى اسم مكون ثقافي وجود جماعة بشرية لها هوية خاصة بها وخصائص ثقافية ومعيشية خاصة بها فتختلف في العادات والتقاليد والأعراف والنظم الاجتماعية والدين عن الجماعات الاخرى التي تتعايش معها في المجتمع ولاتوجد بين المكون الثقافي والجماعات الاخرى اي لغة مشتركة كاللهجات المحلية او اللغات العامة وهذا امر لايوجد بين الأعراق الوطنية الليبية كالعرب والأمازيغ والطوارق والتبو وغيرهم فالعادات والتقاليد والدين والأعراف والنظم الاجتماعية هى واحدة وهناك لغة مشتركة بين كافة الأعراق الوطنية وهى اللهجة الليبية واللغة العربية التي ترتبط بثابت واحد لاتختلف عليه الأعراق الوطنية الليبية وهو دين الاسلام، وعليه لا يتناسب اسم مكون ثقافي الا على العرق الوطني اليهودي الذي كان موجودا في ليبيا في حقبة من الحقب والذي تختلف عاداته وتقاليده وأعرافه ونظمه الاجتماعية ودينه عن باقي الليبيين.
– من مطالب الأعراق الوطنية
من المطالَب التي تطالب بها الأعراق الوطنية في ليبيا هى مسألة ترسيم (دسترة) اللغات، امازيغية وتباوية ولغات أخرى وتعتبرها حقوقا ثقافية وهذا مطلب او حقا كما اعتبر لايجوز لانها لغات عرقية خاصة لايعلم نطقها الا الأعراق الوطنية ولايعلم نطقها عموم المجتمع فاللغات العرقية امازيغية وتباوية واللغات الاخرى لغات لاتعلمها الا القلة وتجهلها الأغلبية الوطنية ولايجوز الترسيم في عموم اي مجتمع الا في اللغات العامة التى يعلم نطقها عموم المجتمع والتي تحقق تفاهم مشترك عام وفي مجتمعنا الليبي فان اللغة العربية هى اللغة العامة والمحققة للتفاهم المشترك والتى يعلم نطقها جميع الأعراق من عرب وتبو وطوارق وأمازيغ وغيرهم بينما اللغات العرقية الامازيغية والتباوية واللغات الأخرى لايعلم نطقها الا الأعراق المنتمون اليها واي ترسيم للغة خاصة بجماعة محدودة وفي منطقة محددة سيخلق إشكالات ثقافية ومجتمعية متعددة ومنها نزع لغة التفاهم المشتركة بين الأعراق الوطنية وهى اللغة العربية واللهجة الليبية حيث سينحاز كل عرق لتقسيمه الثقافي واللغوي ويبرز تقسيمات ثقافية لغوية في مجتمع شحن أغلبه بالعداوة والبغضاء والأحقاد ولازال يشحن سيؤدي لحروب عرقية بين ابناء الشعب الليبي لان التقسيم الثقافي واللغوي يخلق الاختلاف والتصادم بين الهويات العرقية.
– إعتماد اللغة العربية كلغة رسمية دون غيرها
لغة التفاهم الوحيدة المتداولة والمشتركة بين الأعراق الوطنية اي أبناء الشعب الليبي هى اللغة العربية وهى اللغة الوحيدة المعلومة والمعروفة من الكل المجتمعي والشعبي وهى اللغة التى جمعت ثقافات الأعراق الوطنية بمختلف منابعها البعيدة في ثقافة واحدة هى الثقافة الليبية ولايجوز من ذلك ترسيم الا اللغة العربية، وترسيم اللغة العربية لايعني البتة انها تنتمي لعرق وطني بل لانها لغة الجمع و اللغة المعلومة للكل ولأن لها ارتباط بثابت هام تلتف حوله كافة الاعراق الوطنية وهو القرآن الكريم.. دين الاسلام والذي من ثوابته لافرق بين عربي وأعجمي الابالتقوى.
– الهوية أصبحت هوية وطنية وليست عرقية
من بعد تشكل المجتمعات المدنية أصبحت الهوية هوية وطنية وليست عرقية واصبح الأنتماء وطني وليس عرقي وكل الأعراق تجمعهم الدولة الوطنية، في ليبيا كدولة وطنية مفترضة لايوجد عرب وطوارق وأمازيغ وتبو او غيرهم بل يوجد ليبيين وفي أمريكا او كندا لايوجد هنود حمر او إيطاليين او أنجليز او فرنسيين او عرب بل يوجد امريكيين وكنديين، في ليبيا يجب ان تكون الهوية وطنية والأنتماء وطني وليس هوية عرقية وأنتماء عرقي وان تجمعنا لغة عامة مشتركة نعلمها كلنا وهى اللغة العربية لانها لغة عامة ولها امتداد أصيل ننتمي اليه جميعا وهو الاسلام.
– من مكامن الخطر على الأعراق الوطنية
من محاسن المجتمع الليبي نبذه لنظرة الاختلاف بين الأعراق الوطنية واي حقوق معيشية او حياتية ان فقدت فانها تفقد من كل الأعراق واذا اكتسبت فان تكتسب لكل الأعراق كليبيين هويتهم ليبية وليست عرقية ويكمن الخطر في ان المطالبة بحقوق مختلفة عن الأعراق الاخرى هو تمزيق للتجانس والتناغم مع الأعراق الأخرى لانه يوحى للأعراق الأخرى بهوية مختلفة وغريبة مما يكون نظرة الاختلاف من بعد لم تكن والتي ستتكون عبرالزمن مما قد يلحق أجيالها، فالليبيين ينظرون لبعضهم البعض كليبيين ولاينظرون لبعضهم كأعراق مختلفة وهذا كالذي يحدث للأسرة الواحدة عندما يخرج منها افراد من بيت الأسرة الواحدة ليصنعوا لهم بيتا مختلفا بجوار بيت الأسرة الأم فيعيش كلا منهما لوحده وتنشأ بينهما الفرقة ويتعزَّز الاختلاف بينهما.
التدوينة لا يوجد في ليبيا مكونات ثقافية ظهرت أولاً على صحيفة عين ليبيا.
تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم
0 التعليقات:
إرسال تعليق