(الأمم المتحدة وبرناردينو ليون اختاروا الطريق
الصعب ونسوا أن الحلول بيد الليبيين… اين هذه الحلول)
الحوار هو المخرج الوحيد لحل الازمة السياسية والإنسانية بليبيا ومند أن بداء الحوار بخريف سنة 2014م بغدامس وتحول الي جنيف ثم الي الصخيرات والان بين القاهرة والصخيرات والجميع من النخب السياسية وعامة الشعب ينتظر علي أحر من الجمر في نتائجه. بارك الجميع وهلل الكثيرون لهذا ولم يقف اي من النخب ضد السيد ليون وما يقوم به كل رغبة في انجاح هذا الحوار والوصول الي حلول للمسار السياسي بليبيا. المجتمع الدولي ترك ليبيا للأمم المتحدة ولم يشارك في هذا كثيراً واكتفي بتشجيع بعض المجموعات المتصارعة على السلطة وفي بعض الاحيان رسم لها ما يمكن آن يتقاضوا ويتحصلوا عليه في هذا الحوار. أصبح الصراع على من يفوز في هذا الحوار هو هدف كل واحد أرسل بمفاوضيه الي هذا الحوار ونسوا آنهم جميعا يتحاورون من أجل ليبيا ومستقبلها وهم ليبيون وليس من آجل دولة أخري آو شعب أخر، ولهذا فشلوا في اقناع الشعب الليبي والنخب السياسية بمخرجات هذا الحوار والذي فجاء بها ليون الليبيين والليبيات.
السيد برناردينو ليون ومند البداية اختار او شارك في اختيار فريق الحوار وأعطي وزن لبعض الشخصيات أكثر من غيرها. ذهب بعيداً وأجتمع بكل من هب ودب وخاصة أمراء المليشيات ورؤساء الاحزاب وبعض الشخصيات المستقلة وشيوخ لقبائل وعمداء البلديات ولم ينسي أحد من يقول عنهم الشخصيات المؤثرة والمسيطرة على صنع القرار بليبيا. كان الهدف من هذا هو البحث عن شخصيات مؤثره ولكنه صدم بعدم وجودها حيث النخب السياسية غير موجودة في فريقه نتيجة تركيزه فقط على من يملكون السلاح والافراد والقوة. ربما هذا ما رسم له وراء الكواليس وحاول تطبيقه رغم النصائح من الساسة الليبيين بأنه اختار فريقه وبعضهم كانوا غير جادين في إيجاد حل للعملية السياسية بليبيا. لم يستمع الي نصيحة اي من الخبرات السياسية الليبية والتي تعرف ليبيا والمجتمع الليبي وتركيبته وماذا يريدون. يقوم بين الحين والاخر بالاتصال ببعض الشخصيات ويقترح عليهم ام للمشاركة أو ابداء الرأي أو تسهيل لقاء دون اشراكهم في العملية السياسية المقترحة والتي هي بداخل رأسه فقط.
كما قلت المجتمع الدولي ترك ليبيا للأمم المتحدة دون أن يعير اهتمام لليبيا كثيرا كما قامت به أمريكا وحلفائها بالعراق وأفغانستان حيث الامم المتحدة كانت جزء من فريق العمل وبقيادة أمريكا. لهذا لم توفق الامم المتحدة في ليبيا خلال الثلاث سنوات ابتداء بآيان مارتن والذي قال انه هنا لإنجاح الانتخابات والعمل على تكريس الديموقراطية بليبيا. حيت يعرف هو والجميع الأن وصلوا الي قناعة بأن الديموقراطية في ليبيا ليس وقتها وتم اقحام الشعب الليبي فيها بدون وضع في الحسبان أن الليبيين غير جاهزين الي هذا النمط بعد 42 سنة من الدكتاتورية وهي مبكرة على الشعب الليبي والذي لا يعرفها ولم يمارسها وتم لغيها من مناهج التعليم بليبيا واستبدلت بالحكم الجماهيري. لم يستمع ايان مارتن لهذا وركب رأسه هو ومجموعة الاخوان والمتسلقين والذين كانوا يريدون السلطة بأي ثمن. الانتخابات كانت مبكرة وناجحة في العدد ولكن فاشلة في تحقيق احلام المجتمع الدولي ولم تؤدي الا الي اساءة الوضع السياسي بليبيا والي اليوم نعاني من هذا حيث المؤتمر يرفض تسليم السلطة ومعه ميلشياته ومن ورائه الاخوان المسلمين وبعض الجماعات الأخرى والبلمان يمدد بدون وجه حق.
جاء السيد طارق مثري واستمر سنتان بدون فائدة وكان متحيز الي التيار الإسلامي أكثر من التيار المدني وخرج وهو مهزوم وأهدر وقت ثمين على المجتمع الدولي وعلى الأمم المتحدة في تحقيق التقارب بين جميع الطوائف والتيارات السياسية بليبيا، بل بالعكس أشعل نار أخري داخل ليبيا بانحيازه للجماعات الاسلامية في ليبيا. مند مجيء السيد ليون وانطلاق عملية الحوار ووقوعه في عدة اخطاء نسردها كالاتي:
1- برناردينو ليون لم تكن لديه خبرة بتركيبة ليبيا واعتمد على اختيار فريق الحوار على اشخاص ربما لم يكونوا نعم الناصحين له ومن دائرة مغلقة جدا حيث أن اعرف فلان وأصحاب فلان جيدين.
2- لم يكن حازم في عمله وترك الوقت يمر دون أن يصل بحل جدري لهذه المشكلة.
3- تواصله مع جميع ممن يتصورهم أنهم لديهم الحلول بليبيا والأقوى على الارض في مناطقهم. هذا جعله غير مسيطر علي أخذ القرار وأنصاع لبعضهم ارضاء لهم في الوصول الي هدفه.
4- لم يتخذ مستشارين ليبين معه من دوي الخبرة السياسية والعملية ومعرفتهم بالشعب الليبي وتركيبة ليبيا سوء من أنصار القذافي آو النخب السياسية الليبية المقيمة بالخارج أو داخل ليبيا.
5- لم يشرك المجتمع الدولي فعليا فيما يريد تحقيقه وسعي من نفسه للوصول الي هدفه حسب الخطة المرسومة له من قبل معاونيه وخاصة من العرب.
6- ضيع فرصة كبيرة على الليبيين والمجتمع الدولي حيث اصبحت العملية أكثر تعقيدا ومن كان أمس راضي بالمسودة والتي وقعت في يونيو2015م من قبل الجميع، اليوم لا يرضي بالمسودة الرابعة والتي غير فيها ليون الكثير دون الرجوع للمتحاورين وأصحاب الشرعية.
7- اختياره لرئيس الوزراء ونائبيه كان مفاجئة للجميع وخاصة النخب السياسية حيث فايز السراج هو نسخة من عبد الرحيم الكيب وأحمد معتيق هو ممثل مصراته والسيد الكوني ممثل النظام السابق ولا يمكن لهؤلاء أن يتفقوا على قرار بحكم الجهوية والايديولوجية والطمع في المناصب والمال.
8- عدم تركيزه علي جعل التقارب بين البرلمان والمؤتمر هو اساس الحل السياسي فلقد ذهب بعيداً وجعل المليشيات والاحزاب وعمداء البلديات هم الاعبين الاساسين في الحل وبعدها فعل ما يريد.
9- تجاهله الكامل لحفتر وقادة الجيش الاخرين بشرق وغرب ليبيا ارضاء للإخوان وفجر ليبيا وهذا سبب احراج للبرلمان والذي يدعم الجيش الوطني وهم من يحارب في الارهاب ببنغازي ودرنه.
10- اصراره المتعمد على أن يخرج بحل قبل 20 أكتوبر 2015م وتسميته للحكومة وبعض الأسماء الأخرى والتي ليست من حقه. هذ جعل الثقة فيما قام به مستحيلة ولن يحقق شيء وهذا ما تم بالفعل.
11- فقدانه للكثيرين من النخب السياسية الليبية والمجتمع الدولي في دعمه للاستمرار في رئاسة لجنة الحوار نتيجة اخطائه الكثيرة وبعضها كارثي بمعني الكلمة وخاصة ما خرج به في18 اكتوبر 2015م واشراكه في الحكومة بعض مجرمي الحرب واجتماعه بهم واشراكهم في العملية السياسية رغم أن بعضهم قد طرح اسمه من ضمن المطلوبين دوليا.
12- عدم وجوده ووجود الامم المتحدة الدائم بليبيا وبكثافة لمعرفة تركيبة المجتمع الليبي وادارة الحوار من ليبيا وليس من خارجها، سبب احراج له واتبت أنه لا يعرف عن ليبيا وتركيبة ليبيا وما تحتاجه ليبيا اي شيء.
ماذا يجب أن يعمل الان وبعد أن اعلنت الامم المتحدة أنها طرحت اسم الألماني مارتن كوبلر خلفً لبرناردينو ليون. سوف نقع في نفس المشكلة ويجب آن تكون الأمم المتحدة طرف في الحوار وليست الراعي له لأنها اتبتت فشلها خلال الثلاث سنوات الماضية وأضاعت فرصة على ليبيا للوصول الي حل يبعد شبح الارهاب وانقسام ليبيا واهدار اموالها والذي صار من الصعب اصلاحه الان.
ماهي الحلول والاقتراحات:
1- استمرارية الحوار مهمة جداً في هذا الوقت ونؤيه وبكل قوة.
2- التركيز على التقارب بين المؤتمر الوطني والبرلمان ويجب إن يكون هناك اتفاق قبل أن يبدا الحوار وهذا يتم تحت رعاية دولية ومن عدة دول والامم المتحدة شريك وتحت مضلتها وليست من يقود هذا الحوار.
3- اختيار شخصية قوية وقيادية وليست من شخصيات الامم المتحدة كما تم في البوسنة وصربيا وكوروتيا وشمال ايرلندا وبريطانيا ورود يسيا وجنوب افريقيا ولبنان. هنالك أمثله كثيرة لورد أون او ريتشارد بروك أو مهاتير محمد أو دمنيك اسكويت.
4- يجب أن يتم الاتفاق اولاً مع جميع الاطراف على عدة نقاط ولتكن المسودة والتي تم التوقيع عليها في يونيو 2015م، وبالأحرف الاولي من قبل الجميع هي البداية لهذا الاتفاق ونقاشها وأضافت أو حذف ما يجب حذفه.
5- بعد هذا الاتفاق يتم الحوار ويكون في دولة عربية حيث لا يغادر أحد حتى يتم التوقيع على كل شيء من قبل المتحاورين.
6- يتم اختيار فريق المتحاورين من قبل الاجسام المختارة والتي هي البرلمان، المؤتمر الوطني والجيش الوطني ومصراته والزنتان وبني وليد والامازيغ والطوارق والتبو وسبها وقادة مليشيات بطرابلس والجبل الغربي وبرقة وسبها وسرت.
7- اختيار مستشارين سياسيين لهذا الحوار من الشخصيات الليبية السياسية والتي يجب أن تكون حيادية ومهمتها الاستشارة فقط والتحدث للشعب الليبي بكل شفافية كل ما أمكن.
8- يتم هذا كله بقيادة الدول دائمة العضوية بمجلس الامن ومعهم المانيا والمغرب والاردن وعمان وجنوب افريقيا والامم المتحدة والاتحاد الافريقي.
9- يجب ايجاد وسيلة وكيفية لحماية مخرجات الحوار وتطبيقها وخاصة حكومة الوحدة الوطنية.
هناك الكثير من الاشياء والمقترحات ولكن ليس من الصعب اختيار الانسب والافضل والاسهل لأيجاد الحلول وتوحيد وجهة النظر والتقارب بين المتحاورين قبل الخوض في الحوار للخروج باتفاق يتفق عليه الجميع. لقد جرب الليبيين الحوار ولمدة سنة كاملة ولم يخرجوا باي شيء غير أنهم تقابلوا عدة مرات وعرفوا وجهة نظر بعضهم دون الوصول لحل. الذهاب للحوار يجب أن يكون من أجل ايجاد حلول وليس من أجل الحصول على مناصب كما تبين لدي بعض المتحاورين. كما يجب أن يكون تحت قيادة دولية ودول راعية بدل من أن تقوده الامم المتحدة حيث فرص كثيرة ضاعت مند أن تولت الامم المتحدة قيادة هذا الحوار وأخدت زمام الامور بليبيا.
كما نعرف أن المشكلة الكبيرة ليست في ايجاد الحل ولكن تطبيق هذا الحل والذي هو واجب المجتمع الدولي حيث الليبيين لن يستطيعوا تطبيقه لوحدهم وهذا يحتاج الي جهد وتفكير وعمل على كيفية تطبيقه. الشعب الليبي يعتبر المشارك الاكبر في هذه المشاكل بليبيا وهو المسؤول الاول ولكنه اجبر على هذا بتسيب المجتمع الدولي ورفع ايديهم عن ليبيا وبمجرد قتل القذافي رفع المجتمع الدولي يديه عن ليبيا وتركوا الامم المتحدة الوصي الاوحد والتي لم تستطيع تطبيق أو ايجاد أي حلول بل بالعكس اسهمت في السماح للمتشددين بـأن يكونوا علي رأس السلطة بليبيا وسهلة لهم ذلك بغض النظر عما يفعلونه ويخططون له ضد انشاء اي دولة مدنية بليبيا. ضن المجتمع الدولي أن الانتخابات المبكرة وتسليم الدولة للمليشيات سوف يجعل من الديموقراطية تنعش في ليبيا. الجميع يعترف بهذا الخطاء ولكن الان يجب البداء في ايجاد الحلول والتعلم من الاخطاء والوقوف على مسافات متساوية من الجميع ومعاقبة كل من هو ساهم في تضليل وعرقلة العملية السياسية في ليبيا. كما يجب تصحيح الاخطاء والاستفادة من الخبرات السياسية ونصائحهم والتي كانت ستـودي الي قيام الدولة المدنية في ليبيا والمحافظة على وحدة ليبيا وشعبها واحترام عقائده الدينية.
لا توجد ثورة بدون قادة ولا توجد حوارات بدون خبراء ولا توجد وحدة شعب بدون عقلائه وهذا ما يتطلب أن يعمل من أجل أن نصل الي حلول بليبيا ولا نلوم أحد أخر غير أنفسنا نحن الليبيين والليبيات على ما وصلت اليه ليبيا الان ولكن مازال هناك أمل والليبيين قادرين على التفاهم والتوصل الي حل والمحافظة على وحدة تراب الوطن لان ليبيا والشعب الليبي ليس مثل شعوب الخليج أو مصر أو تونس.
التدوينة خواطر اليوم 30 اكتوبر 2015م ظهرت أولاً على صحيفة عين ليبيا.
تابعوا جميع اخر اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم
0 التعليقات:
إرسال تعليق