العفو الدولية تطالب بإغاثة المحاصرين في قنفودة وإخراجهم
طالبت منظمة العفو الدولية الأطراف المتقاتلة في بنغازي باحترام القانون الإنساني الدولي والسماح للإغاثة الإنسانية بالوصول "غير المقيد" إلى المدنيين المحتاجين، كما يجب حماية من يرغبون في الرحيل وعدم استخدامهم دروعًا بشرية. وقالت العفو الدولية في تقرير لها -أمس الجمعة- إن مخاوفها تتزايد بخصوص مئات العالقين في منطقة "قنفودة" بنغازي، والتي تشهد قتالا عنيفا وحصارا عسكريا منذ أشهر. وجمعت المنظمة بعض الشهادات من الـ 130 عائلة الموجودة بالمنطقة ومئات الأجانب العالقين هناك، إذ أكدوا أن كل الطرق مغلقة بسبب القتال، وحصار القوات التابعة للبرلمان الليبي، كما أكدوا انقطاع إمدادات الماء والطعام والكهرباء. ونقلت المنظمة عن نائبة رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى العفو الدولية مجدولينا المغربي قولها: إن "الوقت يمر بسرعة على المدنيين العالقين الذين تركوا ليموتوا بسبب القنابل والقذائف التي تنهال عليهم، وهم يكافحون لأجل البقاء حتى بالمياه القذرة والطعام الفاسد، كما نقلت المنظمة شهادات من مقيمين هناك تفيد بنقص الحاجات الأساسية، خاصة الأطفال الذي أصبحوا يعانون من سوء التغذية. وأكد أحد الشهود واسمه محمد أن المواد الغذائية التي يستخدمونها منتهية الصلاحية، كما أن غاز الطهو نفد منذ مدة، وأنهم يطهون طعامهم على الفحم، مبينا أنه يعاني من مشكلة في الكلى وأن الدواء الذي يتداوى به قد نفد. ويقول محمد إنه يؤوي نحو 45 شخصا في منزله منهم 23 طفلا، وهم يعيشون في ضيق شديد، مؤكدًا أنهم مدنيون ولا علاقة لهم بالقتال في قنفودة، موضحًا أن المكان في الليل يصبح كالسجن بسبب انقطاع الكهرباء لعامين. ويقول حسن أحد الشهود: "إن الطائرات تراقب السماء والناس خائفون حتى من المشي خارجًا لأن الطائرات قد تضرب أي مكان فيه حركة، حتى المساجد ضربت بقذائف قبل عدة أشهر". أما خديجة وهي العالقة في قنفودة مع أربعة أطفال منهم طفلة عمرها عشرة أشهر اضطرت إلى البقاء في المنزل، فتقول إنها لا تملك اللوازم الصحية لطفلتها، وأن نقص المياه النظيفة أصبح أمرًا مقلقًا جدًّا. وتقول نائبة رئيس برنامج الشرق الأوسط بالمنظمة مجدولينا المغربي: إن على كل الأطراف المتحاربة أن تأخذ كل الاحتياطات اللازمة لحماية أرواح المدنيين المحاصرين في القتال الدائر في قنفودة وذلك تماشيا مع التزاماتهم تحت القانون الإنساني الدولي. وكانت العفو الدولية قد عبرت عن قلقها بشأن الـ130 معتقل لدى جماعة "أنصار الشريعة" في 2014، والعالقين تحت النار في بنغازي، كما أن تقارير إعلامية قالت إن ما يقرب عن 20 معتقلا قتلوا بسبب الهجمات الجوية مع صور لجثثهم نشرت على الإنترنت. وأضافت المغربي أن الهجمات العشوائية وغير المتكافئة، محرمة بموجب القانون الدولي، فيجب التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنيين ومنازلهم، كما أن القذائف والمتفجرات غير الدقيقة يجب ألا تستخدم بالقرب من المناطق القريبة أو المكتظة بالمدنيين. وقالت المغربي: إن فقدان تغطية شبكات الاتصال في مناطق عديدة من قنفودة، جعلت من الصعب على العالقين داخلها التواصل مع العالم الخارجي مما يعني أن أقاربهم لا يعلمون إن كانوا على قيد الحياة أم لا. يذكر أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق قد أنشأ، في 12 أغسطس الماضي، لجنة برئاسة وزير الداخلية، وعضوية وزير الخارجية، ووزير الدولة لشؤون النازحين، للتواصل مع المنظمات والجهات الدولية للتوصل إلى حل وإخراج العائلات العالقة في قنفودة ببنغازي. تابعوا جميع اخبار ليبيا اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم
0 التعليقات:
إرسال تعليق