ليبيا الان

السبت، 28 فبراير 2015

الرئيس السوداني يتعهد بمواصلة حربه على العلمانية

Omar_al-Bashir_2517082b


مع بداية حملة الانتخابات الرئاسية في السودان، يحرص الرئيس عمر حسن البشير المرشح لانتخابات ابريل/نيسان 2015، على الظهور بمظهر الثوري في ماجهة القوى الغربية والزعيم الغيور على الدين الاسلامي في السودان ضد “أعدائه” العلمانيين، في محاولة لاستمالة مشاعر السودانيين البسطاء والتخفيف من ضغوط القوى المعارضة لبقائه رئيسا لخمس سنوات قادمة.


وقال الرئيس السوداني عمر البشير إن المشروع الإسلامي الذي يتبناه حزبه في البلاد لم يفشل مضيفا “لا مكان للعلمانية في السودان”.


وخلال مخاطبته حشدا جماهيريا في ولاية القضارف (شرق) في إطار حملته الانتخابية، السبت، قال البشير إنه “لا مكان للعلمانية ودعاتها في السودان.. ومن يرد ذلك عليه البحث عن مكان خارج البلاد”، متعهدا بتطبيق “الشريعة الإسلامية والعمل بما أمر به الله ونهى عنه”.


وكان البشير قد وصل للسلطة في العام 1989 اثر انقلاب عسكري ضد حكومة المهدي المنتخبة ديمقراطيا قاده بالتحالف مع حسن الترابي أمين عام ما يسمى بـ”الجبهة الإسلامية القومية” سليلة تنظيم الإخوان المسلمين، قبل أن ينقلب على حليفه الترابي ويستفرد بالسلطة وقيادة نظام شمولي ومحاصر دولي.


وكان النظام السوداني ومنذ أن كشف عن “وجهه الإسلامي” لاقى معارضة كبيرة من أغلب الدول، كما كان لإعلان الشريعة الإسلامية أثرا كبيرا في إنشاء التجمع الوطني الديمقراطي المعارض، واستمرار الحرب في الجنوب والتي انتهت بالانفصال وظهور دولة جنوب السودان في 2011.


ويقول محللون إن البشير يتجه بخطى حثيثة نحو ولاية رئاسية سادسة في ظل انعدام فرص منافسيه، إلى درجة أن منافسيه يهدفون من خلال مشاركتهم “للشهرة والظهور” ليس الا، وأنهم يعرفون تماما انه لا حظ لهم في الفوز.


ويضيف هؤلاء أن سعي البشير للظهور بمظهر القائد “الإسلامي” و”الثوري” هي محاولة لاستمالة طيف واسع من السودانيين من أجل اعادة انتخابه، أو بالأحرى من اجل الادعاء بعد فوزه بنتيجة الانتخابات بأن الشعب انتخبه من أجل مواقفه الشجاعة في الدفاع عن الاسلام والوقوف بوجه القوى الغربية وعدم التنازل امام سطوة قوتها.


وقلل البشير من حملات معارضيه لمقاطعة الانتخابات العامة والرئاسية المقررة في ابريل المقبل مؤكدا عدم قدرة المعارضة على افشال الاستحقاق الذي انطلقت حملاته الدعائية.


وقال البشير في كلمة القاها امام الاف من انصار حزبه بمدينة (القضارف) شرقي البلاد إن المعارضة “لا تمتلك سندا شعبيا لحمل الناس على مقاطعة الانتخابات ولا تستطيع منع الجماهير من ممارسة حقها الانتخابي”.


واكد أن حكومته عازمة على تحقيق عبارة أن (السودان سلة غذاء العالم) عبر مبادرة الأمن الغذائي العربي ومن خلال زيادة الإنتاج والإنتاجية وتعزيز الحزم التقنية في الإنتاج الزراعي والحيواني.


وترفض المعارضة السودانية إجراء الانتخابات في أبريل/نيسان لحين تشكيل حكومة انتقالية تشرف على تعديل الدستور والقوانين ومن ثم إجراء انتخابات معترف بها.


وأطلقت المعارضة حملة (ارحل) لتحريض المواطنين على عدم الادلاء بأصواتهم وفتحت سجلا للمواطنين للتوقيع عليه بكلمة (ارحل) بدلا عن ممارسة الاقتراع الانتخابي.


وانطلقت في 24 فبراير/شباط الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرر اجراؤها في 13 ابريل/نيسان المقبل بمشاركة 44 حزبا سياسيا ويخوض 16 مرشحا سباق الرئاسة ابرزهم البشير .


وتستمر مرحلة الحملة الدعائية حتى 11 ابريل/نيسان المقبل ويعقبها يومان لفترة ما يعرف بالصمت الانتخابي قبل ان تبدأ عملية الاقتراع في 13 ابريل/نيسان وتستمر حتى 15 منه.


ويواجه البشير مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية ما منعه من السفر إلى العديد من الدول، لكنه بقي على رأس السلطة واحتفظ بقاعدة قوية في الجيش.


وأدانت المحكمة الجنائية البشير بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور الاقليم الواقع في غرب السودان، والذي يشهد نزاعا خلف اكثر من 300 الف قتيل في غضون عقد.


والخميس، ندد الرئيس السوداني بهذه “الاكاذيب” و”الاتهامات الملفقة”.


وقال “ان هذه المحكمة الجنائية الدولية جزء من ادوات زعزعة استقرار السودان”، مؤكدا انه “لم تحصل اي ابادة في دارفور”.


وأضاف البشير الذي يحكم السودان منذ 1989 “لن انحني وساقاوم هذا التكالب السياسي”.


وقال البشير إن الدول الغربية وصفته “بالدكتاتور” بسبب موقفه الرافض للتدخلات الخارجية في الدول المسلمة.


ويعرف الرئيس السوداني أن معارضة شعبية متنامية تطالب برحيله وبقوة عن السلطة وتعتبر الانتخابات صورية ولا طائل من ورائها مع انسحاب جميع الشخصيات السياسية المعروفة من المشاركة فيها.


ومن أجل التخفيف من حدة هذه المعارضة القوية، الرافضة لاستمراره في حكم البلاد سعى البشير إلى “طمأنة” السودانيين بأنه لن يفكر في الرئاسة مرة اخرى لو اتيح له ان يفوز في انتخابات ابريل/نيسان المقبل.


وأعلن الرئيس السوداني الخميس عزمه التنحي عن الحكم عام 2020 في حال انتخابه مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية.


وخلال حوار أجراه البشير البالغ من العمر 71 عاما مع صحيفة “لوموند” الفرنسية، أشار إلى رغبته الحالية بالتخلي عن الحكم، لكن حزبه “المؤتمر الوطني”، رشحه للانتخابات القادمة.


وأضاف قائلا “سيكون هذا التفويض الأخير لي.. وإذا تجدد انتخابي سأترك السلطة عام 2020″.


وتعارض شخصيات سياسية سودانية عدة استمرار حكم البشير لأنها زادت من عزلة السودان عن المؤسسات المالية والسياسية العالمية، حسب وصفهم.


التدوينة الرئيس السوداني يتعهد بمواصلة حربه على العلمانية ظهرت أولاً على عين ليبيا.






تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم

0 التعليقات:

إرسال تعليق