ليبيا الان

الأحد، 29 نوفمبر 2015

فشل مؤتمر غريان ومن قبله مصراتة

سأتحدث عن الافعال وليس النوايا عن المخرجات وليس المأمولات ….من هم الاخوة الذين اجتمعوا في غريان ومن قبله في مصراته وينوون اللقاء في طرابلس …هل بأمكانهم احداث الفارق هل جاءوا فزعة ام جاءوا بناء على عمل مدروس ومخطط له … اذا كانت فزعة فابشرهم بفشل عظيم ونحن نرى ليبيا نتيجة الفزعة مع بنغازي ماذا حل بها اما اذا كان الامر مدروسا ومخططا له فان تلك الخطط فشلت في الوصول لاهدافها حتى اللحظة …الفشل …لسببين …سبب سياقي وسبب نتائجي ….السياقي ….عادة والمفترض ان من يجتمع لانقاذ بلده ان يكون من اهل الحل والعقد ولايكون الانسان من اهل الحل والعقد اذا لم يكن مسموع الكلمة مطاع في جماعته وانه لايقوم بشي ويرد عليه وبالتالي لايعني شيئا ان يجتمع العلماء والوجهاء واصحاب الفكر ما لم يكونوا مطاعين …اذ لا رأي لمن لا طاعة له ….وبالتالي من نراهم مجتمعين لن يكون بمقدورهم انجاز المأمول حتى وان  كانت نواياهم صادقة اذا عقودهم ومواثيقهم لن تحترم من قبل من يمثلون …اما النتائجي فان المحصلة من كلا الاجتماعين سواء في مصراته او غريان لم تكن جيدة اذ انها احالت الامر كالعادة الى مجرد نداءات واماني وطموحات وليس الى اجراءات فعلية فورية يكونون هم نواتها واول من ينفذها …الوطن ماذا يريد …رفع الظلم والغبن عنه واعادة الحقوق اليه والى اهله ايذانا ببدء مسيرة بناء الوطن ……الفشل سيستمر في حياتنا ما لم نواجه انفسنا لاننا نحن ولا احد غيرنا سبب ازمة ليبيا وما تعانيه ليبيا … العلة الحقيقية هي فشل الاسرة الليبية في القدرة على انتاج ابناء صالحين.

لايمكن لشعب متزن ان يرضى تحت أي مسمى بما يحصل في ليبيا من نهب وسرقة واستهتار باوامر الله والقانون اويرضى من أي اجتماعات ان تبيعه الوهم  تارة يسمون انفسهم مجلس شيوخ وتارة حكماء وتارة مصلحين بينما الهدف الحقيقي حتى اللحظة على الاقل هو تحصيل موطى قدم في أي مشروع سياسي ليبي يتم اقراره ليس لخدمة ليبيا بل لتحصيل المكاسب المادية والظهور الاعلامي.

الفشل كان بامكانه مغادرتنا لو ان مؤتمر غريان ومصراته بادر فعلا الى تشكيل جبهة رفض داخلية تحمل على كاهلها مسئولية انقاذ الوطن …يكون بمقدورها ان توقف الة الهدر الجهنمية التي يقودها المؤتمر والبرلمان وحكومتيهما بقيادة مصرف ليبيا المركزي الذي يستأسد الساحة بعد ان ضمن هو ومن معه عدم المحاسبة ومن ثم العقوبة  …الفشل كان سيذهب والنجاح كان سيعم لو ان المجتمعين وهم من مختلف انحاء ليبيا بادروا بارجاع حقوق بقية الليبيين عليهم فاعلنوا انهم قرروا وخلال فترة محددة دعوة كل صاحب حق او مظلمة لديه على أي فرد منهم او من مناطقهم القدوم اليهم لاستلام مظلمته وحقه وان يكون هذا مشفوعا بمتابعة اعلامية حقيقية نباشرة.

كان الفشل سيبادر الى حزم حقائبه اذا اعلن المجتمعون كونهم من كافة مناطق ليبيا انهم لايملكون الا انفسهم ومن يمثلون من مناطقهم انهم يتبرؤن من كل ظلم او عسف او جور لحق بليبيا والليبيين منهم ومن مناطقهم وانهم في سبيل اعلان التوبة النصوحة التي ستكون اول لبنة من لبنات بناء الدولة العفية …يعلنون وخلال مدة لاتتجاوز اسبوع من انعقاد مؤتمرهم بانهم سيبدئون بتسليم جميع الاموال الثابتة والمنقولة التي اغتصبها وسرقها ونهبها ابناؤهم واهلوهم وذويهم …بدأ بالدرجات النارية لشرطة المرور مرورا بسيارات الاسعاف والمطافي وصهاريج الماء المتنقلة وكل ما نهب من مخازن الامداد العسكري بطرابلس مرورا بمخازن الشرطة من اليات واسلحة   دون ان ننسى معدات واداوت الشركات والمؤسسات العامة وهي موجودة في مناطق كافة من حضر المؤتمرين دون استثناء ….كنا سنشيد اركان دولة حقيقية لو ان مؤتمر غريان تلا على الشعب الليبي اسماء كل من سطى على المال العام والخاص واستولى على اطنان من اوراق البنكنوت سواء باتفاق مع اصحابها المطلوبين للعدالة او بتهريبها مقابل اتاواة عندما كانت المنافذ ولازالت بايدي تنظيمات وتشكيلات يعرفها الشعب الليبي جيدا .وان المؤتمر يتبرأ من هؤلاء المجرمين وانه يطالب الدولة بتجميد حساباتهم واصدار مذكرات قبض دولية للاتيان بهم ومصادرة ما بحوزتهم من اموال الشعب الليبي …كنا سنقول مرحى لو ان المؤتمر بادر من فوره وذهب الى حيث المواني والحقول النفطية الى الغابات والاراضي والمشاريع العامة التي انتهك سترها فاعادها الى شرعية الدولة واحال اصحاب الانتهاكات الى القضاء.

لايوجد شعب حي ويترك بلده بيد حفنة من اللصوص لاهم لهم الا النهب والسلب دون خشية او استحياء …ليبيا تحتاج الى مشروع وطني صادم يعيد الرشد ويخيف العملاء والمرجفين وليس بحاجة الى ديكورات تساهم في استنزاف الوطن وشل قدرته.

المصالحة الحقيقية كيف ننقذ الوطن من براثننا من شهوتنا من اكاذيبنا كيف نصون الوطن من تزويرنا وخلاعتنا من تأمرنا من تطرفنا ..كيف نبني الوطن فعلا لا قولا بحيث من ينتج اكثر ياخد اكثر.

المؤتمر الذي انعقد في غريان ومن قبله في مصراته  لم يخرج بنتيجة عملية يطبقها وفق رؤية ثاقبة يشارك فيها الشعب الليبي عبر الية حقيقية تضمن التطبيق الامثل  لمقاطعة الجاني ومعاقبته اجتماعيا بحيث نحرمه من التلذذ بمخازيه.

لن تعود الامور لنصابها بتخطي الجرائم او اعادة من فشل الى سدة القيادة  بحجة المصالحة بل بجملة اجراأت عملية نعيد بها  كل الحقوق لاصحابها مهما كانت موجعة.

لايمكننا تصديق أي اجتماعات ما لم يتمخض عنها فعل منظور يلتزم به وينفذه اصحاب الاجتماع انفسهم كونهم الرواد والاسوة ….تماما مثلما تفعل المناطق التي تجند ابنائها للانخراط في سلك الشرطة والجيش لا ليكونوا خدما للوطن ضد الارهاب والتطرف والجريمة بل لانه الضامن لانسياب الدنانير دون عمل …او  مثل المليون حافظ للقرأن وفي الحقيقة اننا صرنا اشرطة كاسيت أي تحويل ابنائنا الى اداة حفظ ليس اكثر ….الغالبية تمارس الخيانة ولكن بطريقتها واسلوبها من سياسيين واعلاميين وحتى فقهاء تمترسوا خلف مسميات ما انزل الله بها من سلطان سلفية ومتصوفة وتنظيم دولة وهلم جرا …كلهم يفلح في كل شي الا العمل والانتاج.

في صلاة الجمعة يدعو الامام لليبيا واهلها بالخير والرحمة والانقاذ ويدعو على من اراد بليبيا واهلها شرا ان يعود عليه ويكون تدميره في تدبيره والمصلون يؤمنون وقد ارتج المسجد بتأميناتهم …تصور ان الليبيين يدعون على انفسهم وينتظرون ان يستجيب الله لدعائهم  ….الحقيقة عندما تتمعن وتترك للفكر حيزه بعيدا عن العاطفة تجد اننا ندعو على بعضنا البعض  متضرعين الى الله بأن يأخد الحق من الظلمة …الذين هم نحن … الدعوات تحتاج العمل كي يستجيب الله لها  نحن نحتاج الى فسحة نعيد فيها مراجعة مانحن فيه وما نحن مقدمون عليه ….هذا هو الحراك الاجتماعي الفاعل الذي نريد من اجتماعات مصراته وغريان وطرابلس وغدا اوباري وطبرق ان تفعله وتأخد به …لا الامنيات ولا الدعوات فهي لن تذهب اعلى من رؤوسنا.

يذكرني هذا بالايطالي صاحب العمل حيث يقود مجموعة من الليبيين الذين كثيرا ما يطلبون منه فسحة لصلاة الجماعة ..يراقبهم بعينيه وهم يقومون بتأدية الصلاة …في احد المرات وهم يستأذنونه للصلاة اجابهم لطلبهم ولكن قال لهم …عندي طلب قبل الصلاة لو سمحتم ان تقوموا بتنفيذه قالوا ..نعم تفضل .. قال لهم قبل ان تشرعوا في الصلاة ابدئوا بحك جلودكم ولحاكم وتسوية هندامكم فانني اراقبكم فلا ارى منكم الا التحرك والحركة من حك للرأس وللجسم … وهذا ما نراه في مساجدنا فقلما تجد من بجوارك لايذهب او يجي او لايحك …نحن نحتاج الى استراحة قبل الصلاة ننجز فيها تلك الملهيات عن العمل العظيم ..الصلاة ….فليس لنا من الصلاة الا ما عقلنا منها ….كذلك الوطن ليس لك منه الا ما قدمته له عن دراسة واخلاص وحب.

التدوينة فشل مؤتمر غريان ومن قبله مصراتة ظهرت أولاً على صحيفة عين ليبيا.



تابعوا جميع اخر اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم

0 التعليقات:

إرسال تعليق