الذين يرفضون حكومة الامر الواقع (وهي فقط من الاشخاص الستة المكونين لرئاسة مجلس الوزراء) ، قد لا يدركون ايها الليبيون إدعموا حكومة “الأمر الواقع” ثم إبحثوا عن بديل!انهم يهدمون ما تبقى من ليبيا! فأين البديل؟! هل يرضيكم هذا الانقسام والاحتراب في ظل حكومتين عابثتين وجسمين متناقضين!؟ اليس من الافضل لكم حكومة واحدة لفترة مؤقتة ، بإمكانكم ان تجعلوها لا تتجاوز العام ، حين تسعون جادّين مخلصين بعد ان تتحرّروا من سلبيتكم المقيتة وتتوافقوا مجتمعين في البحث عن بديل مناسب ، ينهي هذا الوضع المؤسف البائس! .
الفرصة قد لا تأتي إلا مرة واحدة!. وهي متاحة الآن للشعب الليبي ، فهل سينتهزها ويؤصد باب المزايدات الباهتة والمساومات الرخيصة ، امام زمر خديجة تلهث جاهدة وراء المناصب والمكاسب من هذا الطرف او ذاك! استغرب وبمرارة ، لماذا هذا الصمت المريب وهذه السلبية المقيتة التي صار الشعب ينتهجها راكنا الى دور المتفرج الصامت العاجز حتى عن الكلام ، في وقت يكون فيه الفعل واجبا والصمت جريمة وتخاذلا! ، اما يكفي معاناة وبؤسا وتهجيرا ! الا يكفي ما اكتوينا به من جحيم الفوضى ودخان العبث الخانق خلال اربعة سنوات ونيّف.
استغرب ، كيف صار شعبنا يتكيّف مع حالة الضنك والمعاناة ، التي جلبتها حروب اهلية هنا وهناك ، تحصد فيها ارواح ابنائنا وتدمر ممتلكاتنا وتستنزف ثرواتنا ، استغرب ، ماذا يعني الرفض غير القبول جبرا بجسمين هلاميين وحكومتين تائهتين في بحر من العبث ، فأين البصيرة والحكمة؟! اليس من ستطيلون عمرهم هم السبب في كل ما اصابنا اليوم من انهيارات على كل المستويات اخلاقيا واجتماعيا ودينيا وماليا واقتصاديا؟!. هل بعد هذه السنوات العجاف مازال هناك من يصدّق انه سيأتي خير من هذه الاجسام المعيبة تنظيما وإدارة وسياسة؟!
ايها الليبيون ، بكل اعتبارات العقل والمنطق والواقع ، حكومة واحدة افضل من حكومتين ، وجسم تشريعي واحد افضل من اثنين ، وبلد واحد افضل من بلدين! فهل تستفيقون؟! بكل مقاييس الوطن افيقوا وارفضوا دعوات المغامرين والمتشددين ، الذين يصرّون على حكمكم بقانون القوة ، ويروق لهم ان تعيشوا في مناخ من الحرب والدمار والتشرد! اليس مطلبنا جميعا ان يعود كل المهجرين المشردين الى ديارهم في الداخل والخارج؟! ، اليس مطلبنا هو حل كل الميليشيات المسلحة التي عاثت في الارض فسادا ، والإبقاء فقط على جيش وطني واحد؟! ، اليس مطلبنا هو جمع السلاح وحصر استعماله فقط من قبل جيش وشرطة الدولة؟!
ايها الليبيون السنا في حاجة لأن تفعل المطارات والموانيء وتؤمن الطرق والمؤسسات العامة والخاصة ، وفي مسيس الحاجة لان يعود الانتاج النفطي لما كان عليه ، حتى يمكن تغطية نفقاتنا من المرتبات او غيرها ، اذا اليست اولوية قصوى ان يعود الاستقرار والأمن الى بلدنا؟! حتى يتوفر للمواطن امنه الغذائي والاقتصادي، وتستأنف الخدمات العامة من صحة وتعليم وغيرها.
لكل ذلك اليس من الافضل لنا جميعا ، ان تكون في ليبيا حكومة واحدة بمؤسسات موحدة ، تكون قادرة بالتفافنا حولها على تفعيل وتطبيق كل ما ذكر من ضرورات وأولويات الوضع الليبي ألمأزوم! انه وهذه حالنا ليس امامنا الا خيار قبول حكومة الأمر الواقع ، التي يدعمها العالم ، والعمل حثيثا لأجل التوافق على بديل اساسي ينهي فترات الحكومات والأجسام المؤقتة ، وما اكثرها وقد تعاظم فسادها وعبثها ، لنؤسس جميعا لدولة ليبيا الجديدة وفق الدستور الذي طال انتظاره. والا فان البديل الجاهز المتربص بنا هو مزيد الانقسام والاحتراب والخراب ، ونهب وتدمير ما تبقى من دولة كانت تسمى ليبيا والمزيد من البكاء على اطلالها المحترقة!.
التدوينة أيها الليبيون إدعموا حكومة “الأمر الواقع” ثم إبحثوا عن بديل! ظهرت أولاً على صحيفة عين ليبيا.
تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم
0 التعليقات:
إرسال تعليق