ليبيا الان

الجمعة، 2 أكتوبر 2015

برناردينو ليون… المتوسطي الليبي المبجل

_________961435842

أولا إنّ “برناردينو ليون” هذا المتوسطي الليبي المبجل واجب تحيته بالتقدير العام على ليبيته التي فاقت الكثير من الليبيين أنفسهم، وجهده وكده وصبره الإنساني “المنقطع النظير” لمدى عاما كاملا ساعيا لأجل أن يحقن الدماء الليبية – الليبية… هذا الرجل مربك في قامته التفاوضية، إذا ما قارناه  بسابقه (طارق متري) الذي تجاوزه بإقتدار مثابرعنيد، كما باز المخضرمين من أمثال (الأخضرالإبراهيمي) و(كوفي آنان) في أزمات العرب… وما أكثرها.

فوق ذلك هو وسطي متوسطي بارع، يحمل جينات المتوسط بين شماله وجنوبه، ابن حضارات المتوسط في تعادلية غير منقوصة، ثقافته وتعليمه  قانوني سياسي واسع مستشار للإتحاد الأوروبي، ورجل للمهمات الأوربية التفاوضية الصعبة في قضايا عالقة بين شمال المتوسط وجنوبه أو بين جنوب – جنوب الصحراء الكبرى، صاحب شفرة التوافق خطوة خطوة كنقار الخشب الذي ينخر في الشجرة الميتة إلى حين إسقاطها ثم إزالتها، إن لم يكن ساحرا ومنوّم مغناطيسى للطرفين المتخاصمين أو الأطراف المتخاصمة نحو توافق تدريجي حتى يصلا أو يصلوا إلى إتفاق. خبير وعند تفاوضه عينه لا تزيغ عن هموم  أوروبا والمتوسط. تولي الخارحية في بلاده، ومرشح لأن يلعب في مقبل الايام دورا سياسيا كبيرا.

اختياره كمبعوث للأمم المتحدة أو كمندوب لأمينها في الأزمة الليبية الناشبة بين أطراف ليبية-ليبية له من دلالة التوفيق والدقة ما يسجل لأمينها المجتهد (بان كي مون) هذا الاختيار، فلا تخفى مؤهلات (برناندينو ليون) كمناور بارع في مفردات الاتفاق وصيغ التوافق، صبور طويل النفس  وشطرنجي من الدرجة الأولى، وقد أثبت أنه دارس جيد لشفرة الشخصية الليبية، عالم بها، بل عذب بسياطها… بالعقلية العصابية العنادية المتأزمة… وعذب من ناحية ثانية ببلد جميل على شفير الهاوية والسقوط، بلد ما يزال أطراف  نخبته  راكبون رؤوسهم في غاية الاسترواح والانشراح لا يهمهم من أمر الوطن  شيئا إلا بقدر مركزيتهم الذاتية ومالهم السياسى الفاسد وحميتهم  الضيقة لجماعتهم اللصيقة بالايديولوجي الوهمي أو الخارجي المأجور… فكان لدرايته بتركة ما خلفة الطغيان من مخاوف وعقد وأمراض وعاهات نفسية، كأنه حفظ كتاب (الكواكبي) في “طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد” عن ظهر قلب.

الأهم من كل ذلك أنه لم ييأس من الليبيين بل خطط لبدائل أخرى في حال إخفاقهم وفشل حوارهم، وكما يقول الليبيون كان “قاري النقص”… واصل بهمة الرسالة والنجاح في المسعى، وكان صادقا ولم يهتم للتهم السوقية المضحكة الجاهزة بحجم  الخيانة إلى حد تعليق ملصق لصورته على الحيطان وفوق الأرصفة بختم (X) ليراها الرائحون ويدوسها الراجلون، ووصلت في حالة أخرى بعدم استقباله وعودته بخف حنين  في دالة  بروتوكولية عصية على الهضم، وعصية على الفهم بل الأدهى من كل ذلك، أنه أتهم في العديد من المرات  بمس هيبة وسيادة الدولة الليبية، فكان من مبعوث الأمم المتحدة الوديع أن يزدرد هاته الإهانات، ويبتسم للقوم في خاطره طبعا بإبتسامة عريضة شفيقة، لأنه  فهم  سنسفيلهم جيدا، وألغامهم المفاجئة، وكان كل ذلك مدعاة منه للمزيد من “العناد الليبي” والابتسام والصبر على قوم صعبين جدا.

ولكن للحديث عن هذا الثعلب المحترم دفة اخرى ولون آخر من القول.. هذا العفريت الذي لا يكل ولا يتوقف عن العمل حتي وهو سابح في غفوة نوم هنيهة يتبدى من خلف نظارته السميكة، أنه يفكر في كل شاردة وواردة متأملا في السلبيات القادمة أكثر من الإيجابيات (يقرأ النُقص)… هو ببساطة عفريت هجين ليبي إسباني أو قل مخزونا من دهاء عربي قديم  شيّد في يوم من الأيام دولة الأندلس أوتكوينا من رشاقة وحس أسباني متدفق دقيق، هذه هي ملامح شخصية مبدع التفاوض الليبي التفاوض المأزوم المُهلك الصعب المتعب العسير.

(برناردينو ليون) طيب ذكراه واحد من أكفأ أثنين، متضلع بالمنطقة الساخنة جنوب البحر المتوسط، ويجيد المشي على حبلين  بين طرفين أو أطراف من فوق شاهق، قلت طرفين  أو أطراف يحاول ببراعته وحذره في التحكم فى شدتهما وليونتهما لئلا يضيع  التوازن التعادلي.

مبعوث الاتحاد الأوربي  الخاص للمنطقة الساخنة جنوب البحر المتوسط فقد أثبت  المبعوث – الهدية من هدايا الأمم المتحدة – أنه ضليع برموز الشفرة الليبية وفكها، وأنه يقترب من النقائض الليبية ويفهمها ليس لأنه خبير بل لسبب آخر بيئوي ثقافي بحكم المخزون الوراثي الثقافي المشترك بين العرب والأسبان في أندلس العصر الوسيط أو في عصر – آخر الوسيط – حملة فرسان أسبانيا على ميناء طرابلس قبيل  التحرير أو الاحتلال التركي، ماتزال دلالة حكاية (الدلاعة) مسلية في معناها  وذلك الجندي الجاسوس النحيف الإسباني الذي يشبه  سحنة الليبيين، وقد سبق الحملة بقليل ليعاين قوة الطرابلسيين في مدينتهم البيضاء المسالمة الهادئة التي تفتقر للسلاح والتحصينات لميناء يطل على الرياح الشمالية وما تأتي به، بل وتعوزها حتي السكاكين لقطع البطيخ… وهو ما أكتشفه الجندي الأسباني في جولته، وأذن لغزو طرابلس.

الرجل نحيف نحافة أغلب الليبيين، وبؤبؤ عينيه من وراء نظارته وخز دبوس… هو قارئ جيد لنص الشخصية الليبية من العند (معزة ولو طارت) من منطق (إما… أو) أو (خووود أو خليّ) من الطبع الحامي لدرجة الحماقة (يحرق جرده بسبب برغوثا) أو من السلك غير المطاوع : ينكسر ولا يتعوج.

وإذا تم الكشف على جينوم (DNA) لــ (برناردينو ليون) سوف نقف على الحقيقة العلمية الغائبة بالصدد. إنه هجين ليبي من أرومة عربية وليبية إسبانية… وأذا تحققت النتيجة فنحمد لله أن بضاعتنا قد ردت إلينا، وباجتماع الشمل به  ..فإن على  مختلف الفئات الليبية من نخب وبرلمان ومؤتمر وأحزاب وثوار ومجتمع مدني وقبائل ومدن خصوصا – بالقول السيء السمعة – (مدن  منتصرة ومدن مهزومة) والنسوة وكل ذرة رمل في صحاري ليبيا العزيزة، وكل نقطة ماء في بحر ليبيا الغالية، كل هؤلاء سينهضون و سيقومون بالواجب  والذبائح والولائم الملاح والزغاريد ااحتفاءا بالسلام الذي جاء وعودة ابنها البارمن باطن وركام التاريخ… حرام عليكم  فإن ليبيا في حاجة إلى القليل من الفرح؟!

التدوينة برناردينو ليون… المتوسطي الليبي المبجل ظهرت أولاً على صحيفة عين ليبيا.



تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم

0 التعليقات:

إرسال تعليق