ليبيا الان

الأحد، 20 سبتمبر 2015

عبد المجيد محمـد المنصورى: سَيَفعَلونَ ما يُريدون… ونحنُ لَهُم خاضعون

سُبحان ألله فينا ألليبيون.. أصحاب (مسرحـيــة!) الربيع يدقون ليل نهار بعمودهم، وبشكل علنى فوق رؤسنا التى يفترض أنها تحمل عقولاً (تاريخياً، ولأفتتاح أى عمل مسرحى، يُدَقُ على أرضية خشبة المسرح ولعدة مرات، بعمود طويل غليض، لجلب أنتباه الناس الذين هم منغمسون فى جَلَبة ما قبل العرض)، ولكن بالنسبة لنا (يبدو) أن عقولنا ليست بحية أوأقله بنبظٌ ضعيف (3 فولت) والخوف ليس محصوراً فقط، بفقدان حاسة سَمعِنا، ولكن حتى بصرنا قد نكون فقدناه، وعندها فعلاً لا حياة فينا قد يجدها مُنادينا.

فكُتَاب مسرحيات الربيع الأسود، ومُعدى سيناريواته ومُنفذيه، لم يخفون سِره، كما كانت الطقوس الماسونية، تُمارس سراً، ولكن منذ سنوات معدودة فقط، بدأت تظهر لافتات على مبانىٍ فى العديد من مُدن العالم الكُبرى، مكتوب عليها (مقر مجمع ماسونى).. فطعوم ثورات الربيع التى أبتلعنا واحدة منها فى أحشاء وطننا، ورغم أفاعيلها في جسد الوطن وتهديدها له بالتمزُقِ إرباً، بعد أن مَزقت نسيجُهُ الأجتماعى العريق.. إلا أن الكثيرين منا، لا زالت على عقولنا وقلوبنا غِشاوة تمنعُنا من قشع (رؤية) الحقيقة، فضلاً عن الأعتراف بها!!!.

لذا مُلاك العالم، لم يعودوا بحاجة لمُداراة ما كان يُعرف بحياكة المؤمرات، من آجل تنفيذ أجندة أو مشروع أستعمارى؟!!!، ولكنهم بمشروع الشرق الأسود الجديد، ومولوده الأول الذى أسماه الكاتب الصحفى الأمريكى ثوماس فريدمان، بالربيع العربى؟؟؟!!!، ألذى رُزقوا منه بأحفاده ثورات الربيع، هاهم أباء ربائعنا، يُسمِعُوننا على لسان (بومتهم) كوندوليسا رايس (بالصوت الحيانى) فيستعرضون مشروع أستعمارهم الحالى لنا، وتنشره لنا وسائل أعلامهم بالبنط العريض وبالألوان!، بل يعلنونه سنة قبل المحاولة الأولى 2006، عن طريق لبنان، ولا يخفون أسم وصورة، مُصمم مشروع الشرق الأوسط الجديد، وراسم خرائطه، بل ويكرمونه فى عيد ميلاده التسعين!!!.

وإمعاناً، نشروا خرائط تقسيم كل دول العُرب، التى انجبت لهم حُفداء الربيع، وتلك التى هى حامل به حالياً، والأخيرة التى يُسَخِنُونَ صفيحها تسهيلاً لحمله، وعلى مَهلهُم، حيث أستعادوا هِمتهم من آجل الأتيان علينا بلاد العُرب ثانيةٌ، إذ رجعوا مع أنبلاج 2011، للمحاولة/الشوطة الثابتة (أثث بت)، فثبتنا وبدأت بلداننا فى تفريخ الربائع أذا جاز التعبير، وبدأ أصحاب تلك الربائع، فوراً فى حصد مكاسبهم بأوطاننا، وأستقبلنا نساء ورجال ليفى بالأحضان ودبائح الخرفان، وبالتهليل والزغاريد، كما لم يُستقبل مأذون أستعمار من قبل، بما فيه كازى روما.

كل ذلك الأستقبال لليفى، وهوآتىٍ لتقييم أرباحهم فى الميدان والتأكد من نجاح الثورة التى أقامها من آجل أسرائيل (وفق كتابه).. ومن غباؤنا، رفعنا أعلام/رايات، مُستعمرينا الجُدد على ميادين(الثورة!)، وتلحفت بها صَبَايانا (البريئات)وعندما حاولنا بسط علم الأستقلال على أكتاف، ماكين ونحن نهرول حوله، نهز ذيول الترحيب، قذفه أرضاً فى صَلف، أكثر من مرة، دون أن ينظرأليه، أو يعتذر منا؟!، ونحن صاغرين كأى عبدٌ صاغرٌ أمام أهانة سيدهُ، وكل ذلك لعَمَى بصيرتنا، فلم نستوعب فضلاً عن فهم ما دار ويدور حولنا، وأن فَهم آحدُنا، وصدح لنا بالحقيقة، رجمناه وكَفَرناهُ بالوطن!!! (مُصَور ومُسَجل) لا نُكران لما يكتبه التاريخ.

فيا سادة، ها نحن نستمر فى غفلتنا، وقلة فهمُنا ومن ثم حيلتٌنا، ونُغرد بعيداً عن حقيقة الواقع المُر، ولا زلنا نُوهِمُ أنفسنا، التى واقعاً لا نملُكها، ونظن وهماً أننا ثـُرنا، وأننا سَنُقررُ مستقبلنا بآيادينا، ونفعل ببلادنا ما نراه، وفق أرادتنا؟؟؟!!!.. نعم خرج الليبيون للشوارع ضد نظام شمولى فردى، ومؤكد بلا جدال، أن من خرجوا كانت نياتهم صادقةٌ، نحو تأسيس دولة الحرية والديمقراطية، وصحيح أن عشرات الآلاف، وهبوا أرواحهم دون مِنةٌ، ولم يَرجُون شيئاً من حُطام الدنيا، إلا أن ينعم من بقى منا حياً، بما وهبوا أنفسهم من أجله، ولكن لم تكن الحقيقة إلا خسارة أرواحنا هباءٌ، وأنتهينا ألى تثبيت أقدام مُستعمرينا الجُدد على تُراب وطننا؟؟؟!!!، وتأبطنا شر قتل وأقله تشريد ورفض بعضُنا؟؟؟!!!.

نعم، فتَقَبُل الخِدعة أو بالأحرى حِزمة الخِدَع، شىٌ صعب أبتلاعه حالياً، ولكن نرجوكم، استفيقوا، أن لم نستفيق بدقات بداية المسرحية العلنية، فلنستفيق على دقات قـُرب نهايتها (ولا سمح ألله، قرب نهاية شىء أسمه ليبيـا بالمُطلق) (ألله هداكم فيقوا) فالقادم أسوأ عشرات المرات، وأقبلوا بعرض ليون مهما رأيتم من بهلوانياته، وسلوكه المفضوحين، من آجل فرض حكومة مُبرمجة مُنذ أنطلاق فبرايور، رئيسها/كرزايُها، معروف للجميع، عدا من لا يفـُك الحرف، وهو يعرف نفسه جيداً، حيث أتفقوا معه على كل شىء، من ذرف دموعه بمجلس الأمن، وصولاً ألى تنصيبه رئيساً للحكومة، بل قيل أن دولة أوربية جارة (المستفيد الثالت من الصفقة) رصدت له من آجل الوصول للتنصيب عشرات ملايين اليوروات، ولما لا، فالصيد ثمين والعقود والأتفاقيات للدول الثلاتة الرئيسية المُستفيدة وتابعيها، جاهزة وكرزاى وبدائله جاهزين من زمان أوى.

أننى هنا لا أناقض نفسى، ولكن نرى أن نقبل ونحن على علم  بمُجريات الأمور.. إذ (هكى هكى) هم سيفعلون ما يريدون وسنكون لهم خاضعون، وخاصة أن لهم بيننا طابور خامس من الحُذاق الليبيين (عررابين) نجحوا لهم فى كل ما كلفوهم به، من قرار مجلس الأمن مروراً بجلب الأعترافات وصولاً الى عرقلة صدور الدستور؟؟؟!!!، وبين هذا وذاك، تأسيس منظمات/ميليشيات الموت والتكفير.. وفقط لأى سبب، فأن البديل الثانى والثالت لرئيس الحكومة أللى فى إيده شمعة، موجودان ومُبرمجان هما الأخران، وعليه فأن تأخير وعرقلة قبول حكومة ليون، هو الذى سيكون أخطر مئة مرة علينا.

المثل المُجَرَب يقول (فى الهم ما تختار) فلنختار حكومة ليون، ونبتعد عن العنتريات الكاذبة، ونعترف (بحجمنا) وأننا لسنا إلا من ضمن قطيع الأمم، التى ستظل مملوكة لهُم، وألى ماشاء ألله، ما دام الهوان وضعف الأيمان مسيطران على فهمُنا وعقلـُنا المُغيبان، وطالما لم نُغير ما بأنفسنا، فننفض الهوان……. لذا يجب أن نحترم عقلـُنا، ونتوقف عن أقناعه بأننا قُمنا بثورة، وأننا سنبنى دولة، بنفس المعاول التى نقتُل بها بعضُنا، ونُدمر بها بُنيتُنا ومن ثم مُجتمعُنا، ونُشَرِدَ شعبُنا، ونُفَرِطَ فى شَرفنا، وعِرضنا المُتهتكان، ومن ثم دينُنا الذى صار أديان.

ولنتيقن بأن الأعداء رابحين فى أى وجهة نختار، سواءاً برضانا وقبولنا لجماعتهم (عررابيهم) منا، كما يريدون هُم، ويكون لنا بعض الرأى، أو يُنَصِبونهم بلا رأى لنا البتة، وعندها لن نكسب ود أبناؤنا (حكام ربيعنا الجُدد) ولا مُنصبيهُم (مُلاكُنا/أصحاب الربيع) وبدل من أن نكون خاسرين فقط، سنكون أكبر الخاضعين الخاسرين، ولنتذكر دائماً قول المُتنبى “الرأى قبل شجاعة الشُجعان.. هو أولاً وهى المقام الثان” ويبقى وجه ألله الكريم المُستعان.

 

التدوينة عبد المجيد محمـد المنصورى: سَيَفعَلونَ ما يُريدون… ونحنُ لَهُم خاضعون ظهرت أولاً على صحيفة عين ليبيا.



تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم

0 التعليقات:

إرسال تعليق