المُتأمل للرحلة الجوية للمفاوضات الليبية (لم ولن نعتبرُها حوارات)، يلاحظ أو بالأحرى يشعُر المطبات التفاوضية أذا جاز التعبير، منذ بداية رحلتها الأولى (غدامس)، ووصفنا بالجوية لها، أن كبير القعدة (أعدة بالمصرى) ليون، قرر أستعمال نظرية كيس الفئران، أى يطير بدويخة فرقة حسب ألله التفاوضية، بين قوسين الممثلة لنا، من مدينة الى أخرى (غدامس، جنيف، الجزائر فالصخيرات جنيف، نيويورك!).
أستعمل تلك النظرية، ليتمكن من بذر قصص حب وقتى مصلحى بين ممثلى الخلافات الليبية، تفصيل مقاسه هو، حيث نذكُر كيف رأينا أعضاء مجلس النواب مع أولائك المُقاطعين (مندوبى الوطنى واقعاً) بالطائرة أنقلب جفائهم الى أحضان وأبتسامات الوئام (ولو أن قلوبهم شتى) وهم واقفين أغلب الرحلة الأولى من طرابلس حتى جنيف!!!، طبعاً ذلك الوأم السريع، لم يحذث على طريقة ألحب المتعارف عليه من أول نظرة، ولكن بعد ان لوح ليون لمن أختارهم بجزرة المناصب، أولائك الذين توسم أو بالأحرى تأكد، من أستعدادهم لخدمة أجندة من أرسلوه لنا.
بعد تفاقم حدة الخلافات/المَطَبات، فى جلسة الصخيرات الأخيرة، أنبرى المئات (على شاشات التلفيزيونات، ومواقع التواصل)، مماً يصفون أنفسهم بالسياسيين، والناشطين والمحللين إين إين.. الخ!، ناصحيننا، بوقف المفاوضات المرعية من جهات أجنبية، والأنقلاب لجهة المفاوضات الوطنية الوطنية، جايبين العسل فى الروانى (جمع رونية، أى قفة كبيرة من سعف النخيل).
حيث يعدوننا، بأننا الليبيين قادرين؟! على رفض جهود أسيادنا، أسياد العالمين الثانى والثالت، وأننا وحدنا سنحُل مشاكلـُنا، وبالتراضى سنوقف القتال، ونتسامح، ونؤسس الجيش والشرطة، وننتخب رئيس دولة، ونؤلف حكومة، ومن ثم نُباشر فى بناء دولة العلم والأيمان.. كل ذلك (شحطة وحدة، ما نوقف والو) على رأى الجزائرى، بمعنى مشوارٌ واحدٌ دون توقف.
ذلك يؤكد أن أصحاب تلك النوايا الحسنة، لم يتأملوا جيداً، فى نسيجنا الأجتماعى الذى مزقناه أرباً، التمزيق الذى صممه بدقة أصحاب الربيع، ونأمل أن لا يصح فيه قول الشاعر، سأضل أجمع والزمان يُفرقُ، وأضل أرقع والزمان يُمزقُ… ولم يقشعون بأن غالبية مجلس النواب نفسه (مشى على 16)، ومع المؤتمر، تحولا ألى مجموعات، أخذت من الفنادق مقراً بديلاً، حسب هوى كلٌ منهم.. أللى هواه شرقى بالقاهرة، وأللى هواه غربى بتونس وما وراؤها، فكيف لهم إذاً أن يفوا بما وعدوا به؟!.
أننا لا نرغب فى كسر مجاديف أصحاب النوايا الحسنة، الذين كُلنا مثلهم، نتمنى من كل قلوبنا، أن نتفق فنُصلح حالنا بأيدينا، حيث لا يختلف أثنان، عدا حذاقـُنا، عررابى ربيع ليفى، على أننا لن نُحقق شىء فى وطنُنا، مما نحلُم به، إلا أذا غيرنا ما بأنفسنا، فقبلنا ولم نرفـُض بعضُنا، وأجتمعنا على كلمة مواطنٌ واحد.. ولكن مماً رأيناهم، هاتوا لنا مسئولٌ واحدٌ، تم تنصيبه مُنذ بداية فبرايور، ولم يُساهم مع من ساهم، فى دمار و/أو سرقة الوطن؟.
فكُل من أوصلناهم، أثبتوا لنا أنهم جاهزين لبيع الوطن، وآخرهم مجلس النواب الذى باعنا جُملةٌ، وسلم قيدُنا لليون… إذاً لابد أن نُصارح بعضُنا، على أننا أثبتنا وبقوة، أننا مجموعة فَشَلة، وأقله مُدمنى سَلبيةٌ مُدقعة، مثل كثير من الشعوب، التى لا تُقاد للجنة إلا بالسلاسل، والتى تُدمن التنبلة، بمعنى أنها دائماً تنتظر من يأتى لها بالحلول فى طبق؟!، فدعونا نعمل على خلق جيل جديد، نربيه على ثُرات أجدادنا، المبنى على تسامُح الأسلام الوسط، وحب الوطن والأخلاص له، ونبذُ السلبية والخنوع التى تخللنا فيها نحن.
نتمنى أن نصحى يوماً، فنجد أنفسنا قرأنا قصة نهوض اليابان وألمانيا (مقالى) فنستوعب الدرس، ونقول للكلب يا سى الحاج، حتى نطلع من الغريق، وعندها، ننكب على تعليم أولادنا وتدريبهم، فنُسلحهم ليس بالأربعطاش ونص، ولكن بالتعليم والتدريب المهنى المتطورين، وعندها فقط، نكون قرأنا ما يدور حولنا، حيث لا حول لنا ولا قوة تُجاهه، وهو بالضبط ما فعلته تلكما الدولتان، أللتان لم تتعنطزا.. سَلَمت، فسَلِمت، حتى وصلت الى ما وصلت أليه.
يا سادة، قلنا لكم أنهم فاعلون بنا ما يريدون فى هذه الأيام، أما العنطزة، وشعارات من يقول كان أبى، ولا يستطيع أن يقول ها أنا ذا.. وأن كنتم صادقى النوايا، فأنها لن توصلنا ألى شىء… نتمنى أن لا نصدُق فيما نقول هنا، ولكن نؤكد للمرة المئة، أن نوايانا بأننا، قادرين على الأستقلال بأراؤنا، وفرض رؤانا، لا تعدو أنها، مجرد نوايا، أن لم نقل أحلام يقظة، أو الجرى وراء عود دُخان.
مُكرراً أن الخوف كل الخوف من أننا، لو لم نقبل ما يقدمه لنا أعداؤنا اليوم من حكومة (نعرف مسبقاً أن رئيسها لهم، وبيوع لنا) لنتمكن من الوقوف على أرجُلنا، حتى ترجح عقولنا، لنستطيع أن التفكير في مستقبل بلادنا.. فأننا سنكون عندها قد خسرنا وطنُنا بالكامل، ولن يبقى لنا مكان نستظلُ فنجتمع فى ظله(دول بل حضارات كثيرة سادت ثم بادت)فيتشرُد من بقى منا، وقد لا نجتمع ثانية، فوق أرض واحدة آبد الدهر، أللهم أهدينا النجدين يا رب العالمين.
التدوينة عبد المجيد محمـد المنصورى: النوايـا الوطنيـة… أم الأرادة الدولية ظهرت أولاً على صحيفة عين ليبيا.
تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم
0 التعليقات:
إرسال تعليق